مايحدث في المراكز الامتحانية للشهادتين الأساسية والثانوية من غش أمر يندى له الجبين وجريمة في حق الوطن وحق الأجيال وتدنيس لأقدس مهنة. هل يعقل أن من حملتهم الدولة أمانة المسئولية في تربية وتعليم الأجيال أن يخونوا الأمانة الملقاة على عاتقهم فيسمحون بالغش داخل قاعات الامتحانات وليت الأمر يقتصر على ذلك فقط لكن للأسف فمعظم المعلمين والمعلمات الذين أنيطت بهم مهمة مراقبة الامتحانات إلا من رحم ربي يقومون بإدخال الاجابة على الأسئلة إلى الطلاب والطالبات داخل قاعات الامتحانات. بالله عليكم هل من يقومون بتمرير الغش أو يسمحون به أو يطلبون مبالغ مالية مقابل السماح به يستحقون أن نطلق عليهم كلمة »مربي فاضل«؟ وهل هؤلاء هم من قيل عنهم »المعلم شمعة تحترق لتضيء الطريق للآخرين«؟ وهل هؤلاء من قال عنهم الشاعر أحمد شوقي: قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا إن من يقوم من المعلمين والمعلمات بإدخال الغش إلى قاعات الامتحانات أو يسمحون به مقابل مبالغ مالية أو حتى يتقاضوا عنه ماهم الاشموعاً تحرق الآخرين وماهم بمثابة الرسل وإنما مفسدين للأجيال وللعملية التعليمية وخائنين للأمانة الملقاة على عاتقهم. مشكلة الغش في الامتحانات لم تعد مجرد مشكلة تتكرر كل عام بل أضحت معضلة حقيقية تواجهها وزارة التربية والتعليم والتي فشلت كل الجهود التي تبذلها والإجراءات التي تتخذها للحد من هذه المعضلة »الكارثة« بل أصبحت تتوسع وتزداد انتشاراً عاماً بعد آخر. مايحدث داخل قاعات الامتحانات جريمة بكل ماتعنيه هذه الكلمة.. جريمة في حق الوطن والأجيال... طلاب وطالبات جدوا واجتهدوا طوال العام وسهروا الليالي يأتون إلى قاعات الامتحانات وهم متوترون وفي حالة خوف شديد وزملاء لهم لم يجدوا أو يجتهدوا ولم يسهروا الليالي بل ربما لم يفتحوا الكتب المقررة عليهم فيدخلون إلى قاعات الامتحانات وهم في أحسن حال لأنهم يعرفون سلفاً أن الإجابات ستأتيهم جاهزة إلى أمامهم وماعليهم سوى القيام بنقلها حرفياً إلى كراسات الاجابة. أليست هذه جريمة أن يحصل الطالب الفاشل على أعلى معدل ويصبح من أوائل الجمهورية بينما الطالب المجتهد يحصل على أقل منه لأنه رفض الغش وأصيب بحالة أحباط داخل قاعة الامتحانات عندما شاهد طلاباً بجانبه تأتيهم الاجابات جاهزة وهم لايفهمون حتى معناها ولايتكبدون أي عناء سوى نقلها إلى الدفاتر المخصصة للاجابة فقط. هل ماتت الضمائر عند الجميع ولماذا يسكت أولئك الذين لازال لديهم بعضاً من شيء اسمه »ضمير« .. لماذا يفضلون أن يكونوا شهود زور؟ لماذا يسكتون عن قول الحق وهم يعلمون أن الساكت عن الحق شيطان أخرس ويعلمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «من غشنا ليس منا» فلماذا يشاركون في جريمة الغش ويخونون وطنهم وأنفسهم وضمائرهم. أعتقد أنه بالامكان القضاء على ظاهرة الغش من خلال إلغاء امتحانات الشهادة العامة للتعليم الأساسي واعتماد إجراء امتحانات الثانوية العامة داخل الجامعات وإسناد عملية المراقبة للجامعات وعدم التدخل من قبل مكاتب التربية أو السلطة المحلية في المحافظات أو المديريات التي توجد فيها فروع للجامعات وهذا سيخفف الكثير من الأعباء المالية فلا حاجة للجان فرعية للامتحانات في المحافظات ولجان أمنية وستخفف من تلك الجهود التي تبذل من قبل وزارة التربية والتعليم وتذهب إدراج الرياح داخل قاعات الامتحانات وكذلك لاداعي لكل تلك الاستعدادات والتحضيرات وحالة الطوارئ غير المعلنة فالامتحانات في الجامعات تتم بكل هدوء وعلى أحسن مايرام لسبب بسيط هو أن هناك أناس يحترمون ذاتهم ويقدسون مهنتهم ويعون واجباتهم العلمية والوطنية تجاه أجيال المستقبل.