قال أحد طلاب الثانوية العامة أن أصعب سؤال واجهه في الامتحان كان كتابة اسمه،إنه السؤال الوحيد الذي لم يستطع غشه!! استغرب الرازحي عجل الله عودته إلينا من تلك الحفاوة التي قوبل بها في أحد المطاعم من العمال والزبائن وكلهم ينادونه باسمه فهل من المعقول أن يكون هؤلاء كلهم قراءً بالصيغة التفاعلية الرائعة هذه؟ قال الراوي: توجه عبدالكريم الرازحي صاحب العكابر بسؤاله إلى صاحب المطعم فرد عليه: إحنا نفرشك للزبائن كل يوم..فتمنى أنه لم يسأل هذا السؤال ..هكذا خُيل لي. قال استاذ الكيمياء إن أخبار الصحف سامة ومشبعة بمعدن الرصاص ولم يحدد كم طلقة ومن عيار كم فهل درس موظفو صحة البيئة دروساً في الكيمياء..؟ بعض المطاعم ترهبك بكمية الصحف الصينية التي تفرشها مع أن الصين دولة تعيد تصنيع كل شيء، فمن أين أتت كل هذه الصحف وكم يمنياً يجيد الصينية! متى آخر مرة قابلت نفسك فيها؟ لم تكن امتحانات الثانوية العامة بهذه الصعوبة قط،ولم أكن أدرك أنني مشتت أمام السائل إلى هذه الدرجة وأن التشتت الذهني ناتج عن عدم مقابلة المرء لنفسه ،وعدم شحذه لمنشاره الصدئ. مؤلف كتاب العادات السبع الأكثر فاعلية يضرب مثلاً برجلٍ يقطع شجرة ضخمة بمنشاره وقد وصل إلى درجة من الاجهاد حد الانهاك ولكنه لم يتوقف لأخذ قسط من الراحة وواصل عمله على إنهاكه مع منشاره الذي تآكل حده وظل يواصل إجهاد نفسه. يقول صاحب العادات أن الرجل لو توقف قليلاً فقط ليشحذ المنشار لاستطاع قطع الشجرة بسرعة أكبر وجهد أقل. وهكذا من يعمل بدون تخطيط ولارؤية وينشغل بإشغال نفسه باللا شغل فإذا أردت الحرب فاعلنها واستعد وإلا فاخلد إلى السلام فالمنطقة الوسطى بين الأمرين شديدة الفتك. ولكن متى قابلت نفسي آخر مرة؟ سؤال بسيط للغاية،لكن الصعوبة تكمن في الإجابة عليه. سألت بائع»التين الشوكي « ذلك الطفل الكبير. كيف تتخلص من الشوك العالق بين أصابعك؟بغية الفائدة للتخلص مما أصابني منها. لم يعطني درساً عملياً ،لكنه رد ببساطة ويقين معمد بابتسامة غبائي: اصبر عليه. هناك شوك آخر لايبشر بالتين وليس من فصيلة النباتات. إنه شوك حيواني تطلقه قاذفات قنفذية ضخمة ،مع سبق الإصرار ،ولايمكن الصبر عليه. لكن ذلك البائع الحكيم لم يبدي أية مرونة لتعديل إجابته. إن البشر يضيقون بأشواكهم وببعضهم سريعاً،ولطالما اتسمت علاقاتهم بالشوكية الحادة. انشغل البائع»حموقراط« بإعادة ترتيب تينه بلطف شعرت معه بخجل التين من استخدام شوكه ضده. لكن الترتيب بحاجة إلى صبر أكثر حيادية من جلب المصلحة. مرت مفردة الصبر دون اعتراف بعلاقتها بالصبّار»النبات« انتبهت فجأة إلى أن شوك نبات التين أكثر حدة وعدائية. إذاً لايمكن عقد صفقة صبرية بأثر رجعي. المقدمات مصنع النتائج..كم أنا صبور على نفسي.