تستعد محافظة تعز لاحتضان احتفالات العيد الوطني الثامن عشر للجمهورية اليمنية.. وقد أحسنت صنعاً قيادة السلطة المحلية في المحافظة حينما شرعت بعملية الإعداد والتحضير منذ وقت مبكر. فعندما أعلن فخامة الأخ/علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية في 22 مايو العام المنصرم 2006م عن احتضان محافظة إب لاحتفالات العيد الوطني ال 17، ومحافظة تعز احتفالات العيد ال 18 بادرت قيادة السلطة المحلية بمحافظة تعز منذ تلك اللحظة إلى إعداد مشاريع التصورات اللازمة للخطة الاستثنائية، وقد استفادت من الوقت بشكل ممتاز في مراجعة وتنقيح المشاريع والتصورات للخطة بصورة متأنية حتى يتم إقرارها بصورة نهائية ومن ثم رفعها إلى مجلس الوزراء بعد احتفالات العيد الوطني ال 17 في محافظة إب والتي توجت يوم ال 22 من مايو الماضي بالمهرجان الكرنفالي الشبابي الذي شهده فخامة الأخ رئيس الجمهورية وألقى كلمة أعلن فيها عن احتضان محافظة تعز احتفالات العيد الوطني ال 18 تنموياً، وفي جلسة مجلس الوزراء المنعقدة يوم الثلاثاء 19 يونيو المنصرم تم الاطلاع على مشروع الخطة الاستثنائية بحضور الأستاذ/أحمد عبدالله الحجري، محافظ المحافظة، رئيس المجلس المحلي وأقر تشكيل لجنة برئاسة الأخ نائب رئيس الوزراء وزير التخطيط والتعاون الدولي وعضوية الوزراء المعنيين لدراستها وتقديم تقرير للمجلس في جلسته المنعقدة الاسبوع التالي، وقد أنجزت اللجنة مهمتها وقدمت تقريرها في الموعد المحدد الثلاثاء 26/يونيو الماضي ووافق المجلس على مشروع الخطة الاستثنائية للمشاريع الاستثمارية التنموية للمحافظة 2007- 2008م، وأقر اعتماد مبلغ عشرة مليارات ريال ترصد في موازنة العام المقبل لتنفيذ الخطة الاستثنائية. شيء جميل ورائع أن يتم وضع الخطة الاستثنائية وعرضها على مجلس الوزراء في وقت مبكر؛ ولكن الأجمل والأروع هو أن يتم إقرارها واعتماد المخصصات المالية المطلوبة لتنفيذها في وقت مبكر حتى يتم الشروع في إنجاز المشاريع التي تضمنتها الخطة بمواصفات فنية عالية الجودة ويتم تفادي الأخطاء التي رافقت سير أعمال التنفيذ للمشاريع في محافظة إب والتي ما كانت لتحدث لولا عملية الاستعجال؛ نظراً لأن الجميع كانوا في سباق مع الزمن ليأتي يوم 22 مايو وقد تم إنجاز كافة المشاريع فكانت النتيجة رداءة الأعمال وسوء التنفيذ، حيث فضحت الأمطار التي هطلت على محافظة إب بعد الاحتفالات مباشرة رداءة العمل وعدم الالتزام بالمواصفات الفنية الصحيحة أثناء التنفيذ وخصوصاً في مشاريع سفلتة الطرقات والشوارع وأعمال الرصف وكذا الصرف الصحي. نتمنى ألا يتكرر ما حدث في إب مرة أخرى في تعز؛ إذ يجب سرعة إقرار الاعتمادات المالية والبدء بمباشرة أعمال التنفيذ للمشاريع التي تضمنتها الخطة الاستثنائية قبل حلول الربع الأخير من العام الجاري 2007م، ولا بد أن يتم اختيار الشركات المنفذة للمشاريع بدقة وحرص، وأن يكون هناك إشراف ومتابعة ورقابة ميدانية بصورة مستمرة ودائمة لسير العمل في جميع المشاريع. لا نريد عشوائية ولا ارتجالاً ولا تسرعاً، ولا مجاملات أو محاباة، وأي تقصير أو إهمال أو تلاعب من قبل الشركات والمقاولين الذين سيتم إرساء العطاءات عليهم. لا نريد سفلتة ورصف أي شارع من شوارع مدينة تعز والمدن الثانوية قبل إنجاز البنية التحتية «المياه- الصرف الصحي- الهاتف- الكهرباء» حتى لا يتم حفرها بعد أسابيع أو أشهر عدة. لا نريد طبقة إسفلت لا تصمد سوى أيام أو أسابيع قليلة ثم تبدأ بالانتفاخ والتقشر.. لا نريد عشوائية أو اجتهادات شخصية في أعمال التنفيذ؛ بل يجب أن يتم كل شيء وفق دراسات فنية ومواصفات دقيقة. نرجو أن تكون الخطة الاستثنائية قد ركزت بصورة أساسية على المياه والصرف الصحي والكهرباء والتي تمثل معضلات حقيقية أمام السلطة المحلية بالمحافظة. نتمنى أن تكون الخطة الاستثنائية قد تضمنت أيضاً شق شوارع جديدة تربط شرق مدينة تعز بغربها وشوارع أخرى تعمل على تخفيف الاختناقات المرورية في وسط المدينة ومداخلها؛ وخصوصاً المدخل الغربي «بير باشا» من خلال استكمال الخط الدائري الشمالي من مطار تعز الدولي حتى المطار القديم وكذا الخط الدائري من عصيفرة حتى المطار القديم وكذا الشارع المتفرع من دائري وادي القاضي باتجاه «البعرارة» وحتى المطار القديم وكذا فتح شارع جديد من جوار الإصلاحية المركزية وآخر من جوار مشروع حدائق الرئيس الصالح على طريق الضباب باتجاه جامعة تعز في حبيل سلمان بحيث يمر الشارع خلفها من الجهة الجنوبية الغربية وحتى صينة. وخلاصة الكلام.. إننا لا نريد رهاناً على عدد المشاريع التي سيتم إنجازها والسرعة في عملية الإنجاز وإنما نريد أن يكون الرهان على دقة العمل وبمواصفات فنية عالية الجودة، وليس المهم أن تنجز المشاريع في 22 مايو 2008م بل المهم أن تكون المشاريع استراتيجية وذات أهمية وفائدة كبيرة حتى وإن تأخر موعد الافتتاح إلى ما بعد العيد الوطني ال 18، وأعتقد أن الجميع يشاطرني هذا الرأي.