إن السلام، والمحبة، والتعايش الآمن، والاستقرار الاجتماعي، والحوار البنّاء، والدفع بالتي هي أحسن، والدعوة بالحكمة ومن ثم بالموعظة الحسنة، قيم عظيمة جاء بها الإسلام ، وحمل لواء الدعوة إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم، وما عُرف عنه صلى الله عليه وسلم أنه دعا صحابته وأتباعه إلى أمر يضر بالإنسان ويقلق سكينة الناس ويرهب مشاعرهم على اختلاف دياناتهم، وإنما دعاهم إلى كل عمل عظيم يقوي حب الناس للإسلام ويدفعهم للدخول فيه طوعاً لا كرها. أي إسلام هذا الذي يتاجر به إرهابيو العالم ، وأي دين هذا الذي يمارس باسمه القتل مدفوع الأجر؟!. إلى أي مستوى ، أو قاع هبطت قيمنا وأخلاقنا وأردنا أن نجر الإسلام لنذهب به إلى القاع الذي وصلنا إليه، لماذا لا نرتقي ونرتفع إلى ذرى الدين ومكانته السامقة فنتغير ونغير العالم بالحكمة وليس بالبندقية والبرامج الانتحارية؟!. أي إسلام هذا الذي يريد بعض المأجورين أن يرسموا صورته ومضمونه للعالم؟!. شيء مفجع أن ننحر الدين قرباناً لأحقادنا ومطامحنا الذاتية ، أن نقول للعالم بالصوت والصورة والسلوك ولون الدم وأشلاء مبعثرة هنا وهناك إن إسلامنا دين النقمة والحقد والكراهية والانتحار وتخويف البسطاء والعزل ومساكين المسلمين، إلى أي حد أصبحنا نبشر العالم بأن الدين والدم واللا تعايش غايتنا وسلاحنا في نصرة الإسلام المعاصر؟!. أي إسلام هذا الذي يبشر به القتلة، لا حكمة ولا رحمة فيه، لا معروف ولا أمان لحامليه، هدفه ومقصده القتل والخراب؟!. حاشا لله أن يكون هذا الدين هو الذي جاء به محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم. كذب من يقول إن اسلامنا يرضى بمعالجة الحياة بإزهاقها ، والتبشير به عبر البندقية والأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة، فنجند شباب الإسلام لغايات ومصالح شيطانية وصراعات قاتلة. أي إسلام نريد أن نحمله إلى الناس، ندعو إليه العالم، إسلام القاعدة ومن ناصرهم، إسلام طالبان ومن لف لفهم، إسلام الطوائف المتناحرة حد السخف في العراق، إسلام الديكور الفلسطيني ونموذج حماس والجهاد، إسلام حزب الله والحوزة الإيرانية، إسلام الحوثيين ونقمتهم الجديدة على صحابة رسول الله، وتآمرهم على الوطن، أي إسلام نحاور به العالم، ونعلمه البشرية، ونحقق قول الله عز وجل:(وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً )(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)؟!. إن العالم ليقف حيراناً من كثرة تقوّلنا على الله وعلى رسوله ودينه، وما أشدنا عداوة لكتاب الله وسنة المصطفى، كل منا يسوق الدين بطريقته وحذقه ونهمه ومصالحه، يكذب بعضنا بعضاً، الوهابيون والإخوان والمتصوفون والشيعة والخوارج والعلويون والدروز والقرامطة الجدد وشيع كثيرة وأحزاب ، كل يلعن الآخر ويخرجه من الملة والإسلام بريء من مصالحهم المتضاربة والمتقاتلة، إذا سمعت أحدهم فهو يكفّر العالم ويلعن المصلين في المسجد الذي يشاركه الحي ويصفهم بالمارقين، وإذا اتجه للدعاء طلب من الله أن يقتلهم بدداً ويحصيهم عدداً ولا يبقي منهم أحداً، وأن يرمل نساءهم فذلك بيت القصيد ، وييتم أطفالهم حتى يحتووهم ويجندوهم في تشويه الإسلام وتهشيم قيم الدين ومبادئه السامية. سيدي يا رسول الله .. تاهت المصالح بالمسلمين وغدوا دماراً لأوطانهم خراباً ووبالاً على دين المحبة الذي حملته إلينا وتركته في كتاب الله وسنتك صافياً نقياً يدعو إلى الخير والتعايش والسلام بين الناس.