خمسمائة شخص مابين قتيل وجريح سقطوا في يوم واحد في أنحاء العراق بسبب سيارات مفخخة أو يقودها انتحاريون مقابل تسعة جنود أمريكيين خلال يومين، وهذا بالنسبة لهم رقم مخيف في نظر الشعب الأمريكي ويستحق الصبر كمايردد الرئيس بوش من أجل مواصلة الانتصارات حسب زعمه، انه الفناء الذي لايشبهه إلا الأوبئة كالطاعون في الماضي السحيق يوم أن كان الإنسان لايعرف الأدوية العلاجية والوقائية ولا يعرف أو يحدد نوع المرض الوبائي ويتوارث عن آبائه وصفه للأجيال القادمة كي تتخذ لنفسها طريقاً إلى معرفة العلوم الحديثة بحسب تلك الأزمنة.. ورئيس الوزراء العراقي ظهر منفعلاً لأول مرة يصف بعض الصدريين بالصداميين والبعثيين الذين يتلبسون شعارات القادة الصدريين التي تحرم القتال وسفك الدماء بين العراقيين لكن تلك القيادات لم تمنع اتباعها من حمل وإشهار السلاح بوجه الحكومة ولم يذكر كم من المدنيين لقوا حتفهم على أيدي المليشيات المسلحة التي منها فرق الموت المرخص لها تقتل من تريد وتخطف وتحبس من تريد وتمارس عملها بالزي الرسمي لمغاوير الداخلية وسيارات الشرطة والجيش، كما يقول شهود عيان الذين ذكروا مراراً وتكراراً ماحدث في وزارة التعليم العالي العراقية بالعاصمة بغداد قبل حوالي خمسة أشهر. لقد شاهدنا الأمهات والزوجات النائحات في طوزخورماتو ذي الأغلبية التركمانية بشمال العراق والدمار الذي أصاب أربعين بيتاً وأتلف عدداً كبيراً من السيارات والشاحنات، وهذه المنطقة لم تشهد من قبل ومنذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003م أي عمل كهذا فكان تفجير السبت الماضي الأول من نوعه من حيث الخطورة، وقد يكون بداية لإدخالها في الدوامة التي ضاع فيها العقل والإيمان والضمير في بغداد بكل أحيائها، وفي الموصل والفلوجة والمقدادية وديالي والسماوة والكوت والكوفة والحويجة، ويصعب على من يسمع مايقوله العراقيون السياسيون من كل طيف التكهن بمن يغذي الفتنة من أبناء البلاد لأنهم يتبرأون منها وينفون عن انفسهم العمالة لبعض الدول الاقليمية أو للولايات المتحدة وبريطانيا صاحبتا الحظ والنصيب الأوفر من نفط العراق وبعدهما استراليا التي اعترف رئيس وزرائها قبل يومين بأن تواجد قواته هناك في الأساس هو من أجل الحصول على جزء من الكعكة النفطية وكأنه يحذر الذين يحاولون الضغط عليهم للانسحاب من العراق في وقت قريب.