مامن شك بأن استمرار بقاء الوضع على ماهو عليه بين «حماس» و «فتح» لايخدم القضية الفلسطينية، ويسهم في تمكن إسرائيل في تمرير مخططاتها لتقويض ماتبقى من الوحدة الوطنية الفلسطينية وبالتالي إغلاق الأبواب أمام كل مبادرة أو جهود تبذل لإقامة السلام العادل والشامل وعلى قاعدة قرارات الشرعية الدولية والهادفة إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. لقد جدد الأخ الدكتور/ ابوبكر القربي - وزير الخارجية موقف اليمن الثابت ازاء المخاوف المشروعة من استمرار الخلافات السياسية بين رفاق النضال في حركتي «حماس» و«فتح» منوهاً بأهمية التوافق الوطني الفلسطيني وعدم الانجرار إلى ماتريد إسرائيل وتحديداً الفصل الجغرافي بين الضفة والقطاع باعتبار ان ذلك سوف يرتب أثاراً سلبية على القضية الفلسطينية، فضلاً عن تأثير مجمل تلك الحالة على الجهود العربية الهادفة إلى تفعيل مبادرة السلام العربية التي أكدت عليها قمة الرياض العام الماضي. ربما يشترك مع الموقف اليمني إزاء التطورات الفلسطينية الأخيرة الكثير من الأشقاء وتأكيدهم المستمر على طي صفحة انقلاب «حماس» والبحث عن البدائل الممكنة والموضوعية لتجاوز آثار ذلك الانقلاب وبمايسهم في صيانة وحدة الصف الفلسطيني، ويجنب الشعب المزيد من المآسي وذلك من خلال التنازل عن المصالح الحزبية والذاتية، ولمافيه المصلحة العامة للشعب الفلسطيني. مثل هذه الأفكار في حاجة إلى من يفعّلها ولعل الاجتماع الوزاري العربي الاثنين القادم في الجامعة العربية أبرز تلك الآليات التي يعول عليها الكثير في ترجمة هذه التطلعات والآمال التي تخدم القضية الفلسطينية.