اليوم.. وبعد تسعة وخمسين عاماً من الاحتلال الصهيوني العنصري لفلسطين، ورغم كل وسائل وطرق وأساليب القمع والقتل والإرهاب والمجازر الجماعية والتشريد بالآلاف منذ 48، وعلى مدى «59» عاماً.. إضافة إلى التخريب والتدمير للزرع والأرض والحيوان وكل الاقتصاديات الفلسطينية من قبل الآلة العسكرية للعصابات الصهيونية. نعم.. رغم كل هذا البطش والقتل والإرهاب والتشريد لم يهادن أو يساوم أو يَهُن الشعب الفلسطيني على مدى «59» سنة، ولم ينعم الصهاينة حتى بيوم واحد من الأمن والسلام.. علماً أن الذين يقاومون ويناضلون هم أبناء وأحفاد أولئك الذين ماتوا شهداء، ولاقوا ربهم من خلال الآلة العسكرية الصهيونية.. إنهم أبناء فلسطين الذين ولدوا خلال ال«59» عاماً الماضية الذين عاشوا أيام النكبة في «48»، وعاينوا وشهدوا المجازر الصهيونية ضد آبائهم وأجدادهم، وشاهدوا قراهم تحرق وتدمر، وأراضيهم تنهب وتصادر، وأشجارهم تقتلع، وتربتهم تجرف. إنهم الجيل الذي عاش حرب «56» و«1967م»، واجتياح لبنان عام 1982م، وارتكاب مجازر صبرا وشاتيلا.. إنهم الجيل الذي يعيش المواجهة الشرسة مع الآلة العسكرية الصهيونية اليوم في الضفة وغزة، والحرب الهمجية ضد شعب لبنان.. إنه الجيل الذي يعيش الاحتلال الصهيوني وإرهاب العصابات الصهيونية في فلسطين والجولان ومزارع شبعا.. إنه جيل يحارب منذ ولادته في 1948م وحتى اليوم، وأبناء وأحفاد هذا الجيل هم من يقاومون الاحتلال والإرهاب الصهيوني بالحجر المباشر،أو بالحجر المقذوف ب«المقلاع» و«الوظف».. إنه جيل محارب ل«59» سنة قادمة.. والعصابات الصهيونية ومن وراءها من نظم الغرب لم تتعظ أو تعتبر، ألا أمن ولا سلام للعصابات الصهيونية وهناك شعب مشرد، وأرض عربية فلسطينية سورية لبنانية محتلة. إن الشعب الذي لم يكل ولا يمل، ولم يزهق منذ العام «48» بل وما قبل 1948م مع الانجليز، سيواصل النضال والجهاد ضد الاحتلال والإرهاب والاغتصاب والعنصرية ل«59» سنة قادمة.. لأنه جيل يرث الجهاد والنضال والمقاومة وحب الموت من أجل الحرية والسيادة والاستقلال، عن آبائه وأجداده الشهداء.. إنه جيل لا يخاف آلة الموت الصهيونية، فمنذ ولادته لا يفتح عيونه إلا على دماء أهله تُراق بآلة الحرب الصهيونية، وأول ما يسمع قذائف ومجنزرات وأزيز طائرات الصهاينة وهي تقصف وتخرب وتدمر بلداته.. فيكبر وينشأ على ذلك حاقداً ناقماً لا يخاف ولا يهاب الموت لأنه والموت توأم يعشقان بعضاً.. فإلى متى سيصمد الصهاينة؟ هل سيصمدون «59» سنة ثانية في مواجهة الجيل المولود اليوم في غزة والضفة؟ الجيل الذي يولد دون أن يصرخ كعادة المواليد.. إنه جيل أول ما تخرج يداه تكون رافعة إشارة النصر أو الموت.