ينكرون وجود الجنة و النار ويقدسون ملائكة سبعة أهمها طاووس ملك، ويزورون مقام الشيخ عدي قرب الموصل.. أولئك ببساطة هم أبناء الطائفة اليزيدية الذين يتوزعون على العراقسوريا وتركيا وجورجيا وأرمينيا، على أن العراق يضم أكبر تجمعاتها قرابة 100 ألف شخص يشكل الأكراد غالبية فيهم، يقطنون في بلدات قرب الحدود السورية فهم عادة يفضلون العزلة والابتعاد عن سائر أفراد المجتمع المحيط. الهجوم في هجوم هو الأعنف منذ اعتداءات 23 نوفمبر/تشرين الثاني التي أودت بحياة 215 شخصاً في مدينة الصدر سلسلة تفجيرات انتحارية بآليات مفخخة صهاريج تحمل كميات من الوقود ناقلات نفط، استهدفت - أواخر الأسبوع الفائت قرى تقطنها غالبية من هذه الطائفة قرب الحدود السورية شمالي العراق ، مخلفة 500 قتيل كحصيلة أولى،فيما يتوقع ارتفاعها مع احتمال وجود آخرين تحت الأنقاض حسب تقديرات المسئولين الأمريكيين في العراق. وبحسب النتائج الأولية فقد شمل الهجوم المركّب تفجير أربعة آليات بشكل شبه متزامن في محطة مزدحمة للحافلات ببلدة القحطانية، فيما استهدفت سيارة أخرى بلدة الجزيرة المجاورة. المتهم الأسوشيتد برس قالت :إن أصابع الاتهام توجهت مباشرة نحو تنظيم القاعدة الذي اعتاد على تنفيذ هجمات مشابهة، خاصة وأن ما يسمى ب (دولة العراق الإسلامية)، وزعت منشورات قرب المنطقة التي استهدفتها الهجمات تحذر فيها اليزيديين من هجوم وشيك بسبب كونهم من نظرها معاديين للإسلام. الضحايا يقدس أبناء الطائفة سبعة ملائكة أهمها طاووس ملك، ويرفضون ما يتناقله البعض حول كونه رمزاً للشيطان، كما ينكرون وجود الجنة أو النار، في حين يعتبر مقام الشيخ عدي قرب الموصل أبرز مزاراتهم الدينية. وتعد الطائفة اليزيدية إحدى الأقليات الدينية التي تقطن العراق منذ قرون، وتمزج معتقداتها الدينية بين العقائد الزردشتية واليهودية والمسيحية والإسلامية، وهو ما يدفع العديد من المتشددين إلى استهدافهم. ولعل في الذاكرة القريبة للأحداث مايشير إلى وجود مشاكل تصل حد العنف بين اليزيديين والسنة ففي أبريل/نيسان الماضي واجهت الطائفة مشاكل مع بعض القوى السنية ، بعد أن قتل عدد من أفرادها فتاة يزيدية بسبب علاقتها بشاب سني، وبث شريط فيديو للحادثة على شبكة الانترنت، ما أدى إلى موجة غضب قتل خلالها 23 يزيدياً كانوا في حافلة قرب الموصل فيما تم رجم يزيديين اثنين حتى الموت في كركوك. حتى الأميركيين يصلون متأخرين وفي هذا السياق، قال الناطق باسم القوات متعددة الجنسية ، الجنرال كيفن بيرغنر: إن هذا الهجوم بما يحمله من احتقار للحياة الإنسانية، يحمل بصمات القاعدة، واعداً بتعزيز التحقيقات حوله خلال الأيام المقبلة. مصادر في الجيش الأمريكي قالت أيضاً :إنه تقرر إرسال وحدات عسكرية مزودة بآليات ثقيلة للمساعدة في عمليات الإنقاذ ورفع الأنقاض في القحطانية الواقعة على بعد 100 كيلومتر غربي مدينة الموصل، فيما أصدر البيت الأبيض بياناً أدان فيه الهجمات بشدة. الهجمات الدموية هذه تتزامن بشكل ما، اعلان الجيش الامريكي في العراق بدء (عملية ضربة الشبح)، والتي تهدف حسب قائد القوات الأمريكية في شمالي العراق، الجنرال بنجمين نيكسون الى ملاحقة فلول المسلحين الذين فروا من العمليات السابقة. ضربة الشبح التي يشارك فيها نحو 16 ألف جندي أمريكي وعراقي، هي ثالث حملة عسكرية كبرى يشنها الجيش الأمريكي عقب اكتمال وصول القوات الإضافية للعراق. وستتضمن الحملة عدة عمليات عسكرية متزامنة في كافة أنحاء العراق «لملاحقة إرهابي القاعدة والعناصر المتشددة المدعومة من الإيرانيين»، وفق بيان عسكري امريكي. الجيش الأمريكي لم يحدد مواقع بعينها تستهدفها العمليات العسكرية التي قال: إن قوات الأمن العراقي ستشارك فيها. لكنه أعلن الجيش الأمريكي أنه نجح في اعتقال 11 عنصراً من القاعدة وقتل أربعة آخرين في سلسلة مداهمات شملت مناطق المقدادية وكركوك. [email protected]