وبعد مُضي بضع سنين على احتلال الأمريكان للعراق لا تزال الإدارة الأمريكية تكابر وتصر بعناد وحماقة على صحة وسلامة وإنسانية قرارها بغزو العراق.. بينما المفترض أن تقيّم الإدارة الأمريكية إذا كانت فعلاً تخدم شعبها وتهمها مصالح الشعب الأمريكي تواجدها في العراق بصدق وأمانة، وتواجه الشعب الأمريكي بالحقيقة المرّة الناتجة عن قرار الغزو، وكل ما تبع ذلك القرار من قرارات فاشلة وغير مدروسة، ولا تدل إلا على عدم كفاءة الإدارة الأمريكية، وعدم تمتعها بأبسط خبرة.. إضافة إلى فشل «بل تضليل» الاستخبارات الأمريكية لإدارتها، سواء عن عمد ومع سبق الإصرار، أم عن جهل وغباء، أظهرتها الخطط والبرامج الفاشلة التي اتخذتها الإدارة الأمريكية بعد احتلالها للعراق. إن على الإدارة الأمريكية أن تعترف لشعبها ب: 1 أن قرارها بغزو العراق كان خطأً فادحاً دون مسوغ دولي. 2 أن ادعاءهم وجود أسلحة دمار شاملة في العراق كذب وتلفيق لتبرير غزو العراق. 3 أن حل الجيش العراقي بعد الاحتلال من الأخطاء الجسيمة عسكرياً. 4 إعلان اجتثاث حزب البعث أىضاً كان من القرارات الإرهابية للاحتلال الأمريكي. 5 من أكبر الأخطاء سعي الولاياتالمتحدة «الإدارة الأمريكية» فرض دستور ونظام وحكومة على العراقيين، كما تريد هي لا كما يريد الشعب العراقي. 6 خطط وبرامج الإدارة الأمريكية لتحقيق الأمن والاستقرار فاشلة. 7 فشل جيش الاحتلال ومعه الجيش العراقي الذي أنشأه في السيطرة حتى على العاصمة «بغداد». 8 عدم بناء جيش عراقي كفء، وتسليحه بشكل صحيح، وما تم بناؤه لا يزيد عن قوات الأمن «شرطة» من حيث الكفاءة والتسليح. 9 قرار الحرب لم يكن لتدمير أسلحة دمار شامل، وليس من أجل الديمقراطية، وليس من أجل أمن ومصالح الشعب الأمريكي، بقدر ما كان تلبية لأباطرة النفط وصنّاع السلاح في أمريكا، وهم بوش وإدارته. 10 عدم اعتراف الإدارة الأمريكية بمصالح العراقيين، وكذا مصالح القوى الإقليمية والمصالح الدولية في العراق. كل هذه أخطاء الإدارة الأمريكية التي أصبح يعرفها الشعب الأمريكي وشعوب العالم ما عدا الإدارة الأمريكية التي لا تريد الاعتراف بها، بل تزيد إيغالاً في الأخطاء لتغرق الشعب الأمريكي وجيشه في العراق مما قد يكلّف الشعب الأمريكي انهيار دولته، خاصة إذا ما علمنا أن ديون أمريكا اليوم تساوي ديون العالم كله.. وإصرار الإدارة الأمريكية على أخطائها يعني استمرار استنزافها.