تصرفات بعض الصحافيين عقب حضورهم لتغطية الفعاليات المختلفة قد رسخت انطباعات سلبية لدى عديد من المسئولين الذين يعتبرون الصحافي مرتزقاً وقليل أدب واعتبره البعض «دوشان» يستخدمه وقت مايشاء وينبذه وقت مايريد ويحدد أوقات استخدامه والاستفادة منه والأوقات التي يوجه فيها بمنع حضوره هذا اللقاء او تلك الفعالية وبالمقابل هناك ممن يظنون أنفسهم من شريحة المسؤولين الذين يحق لهم صرف الملايين في مناسبات فارغة وفساد معتمد وبذخ لحد السخف من أموال الدولة وبالتالي يحددون من يجب أن يشارك إلا أن الحقيقة أن الكثير من الدخلاء على المهنة وضعوا أنفسهم في هذا الموضع لأنهم إلى اليوم مازالوا مصرين على أن يتحولوا إلى متسولين «لتتين» بعد كل فعالية يقومون بتغطيتها ومصرين كذلك على التعامل مع أبسط مسؤول من منظور «أنت الذي بيدك رزق العباد المهم كم ستدفع» مابين سخف وجهل الأول وضحالة فكر الثاني ودناءة نفسه. أصبحت الصحافة المهنة والرسالة السامية في المجتمع ضحية مازال منتسبوها في آخر الطابور عند الحديث عن أية حقوق لابد ان ينالها الموظفون في مختلف مرافق ومفاصل الدولة ومع مرور السنوات أصبح الكثير من موظفي الجهاز الإداري للدولة يحضون بحقوق وامتيازات وبدل سفر ومخصصات ومكافأة وبدل طبيعة عمل ورواتب محترمة توفر لهم نوعاً من الحياة الكريمة بعيداً عن العوز وذل الحاجة واذلال النفس وطبعاً إلى اليوم مازال الصحافيون في آخر الطابور من زيادات أو امتيازات يطالب بها موظفو الدولة فرغم ان مطالب الصحافيين بالكادر تمتد إلى أكثر من 17 عاماً بأيامها وأسابيعها وأشهرها وسنواتها إلا أن معظم الزيادات والامتيازات طبقت على معظم موظفي الدولة باستثناء الصحافيين فمثلاً :البنك المركزي حصل موظفوه على مدار السنوات العشر الماضية على200 % و٪100 وغيرها وحصل المعلمون على حقوقهم وامتيازاتهم وهم يمثلون مئات الآلاف على مستوى الوطن وحصل موظفو الصحة ومنتسبو الجامعات وموظفو وزارة النفط والاشغال وغيرها على زيادات وكوادر إلا الصحافيين كلما جاءت حكومة احالت مطالبهم بالكادر إلى لجان من المالية والخدمة المدنية للدراسة واليوم أكثر من 17 عاماً ومازال الكادر في المشمش ومازال الصحافيون رغم مايبذلونه من عمل مضنٍ وسهر وتنقلات ومتابعة لكل أحوال الوطن مازالوا - معظمهم - يتسولون لقمة العيش من أيدي الوجهاء وأصحاب المقامات السامية من المسؤولين وينظر إليهم على أنهم مرتزقة وأدوات يحركها يميناً وشمالاً من يريد وبكم مايريد، ورغم مسؤولية بعض الصحافيين عما أصبحوا يمثلونه في المجتمع وكيف ينظر إليهم إلا أن هناك مسؤولية تتحملها الدولة في تخادلها عن تفعيل دور الصحافة في المجتمع ودعمها لتكون أداة ووسيلة لكشف الفساد وابراز معاناة الناس ومحاولة رفع المظالم وكان البعض ومازال إلى اليوم يريد صحافة هشة غير جادة وصحافيين أمراضاً تتخبطهم الحاجة والفقر حتى يظل يمرح ويفسد كما يريد متناسيا أن الصحافة رسالة حق يجب أن تقال وتترفع لخدمة المجتمع وقضايا الوطن أفضل مما وصل إليه الأمر من بروز صحافيين أمراض لاهم لهم سوى خلق الفتن وتعميق المناطقية ونشر الفرقة بين أبناء الوطن الواحد ووصلت بهم الوقاحة لمحاولة المساس بالوحدة الوطنية فماذا نريد إذاً؟ صحافة ارتزاق تتاجر بمصالح اليمن أم صحافة قوية تصون الاخلاق والرسالة السامية للصحافة والاجابة يعرفها الجميع ويفهمها الجميع وليس من العدل أن يظل الصحافي إلى اليوم في آخر الطابور.