يعتزم إياد علاوي العودة إلى بغداد خلال الأيام القليلة المقبلة ، للبدء في تنفيذ خطته ، التي تقوم بترويجها إحدى شركات الدعاية الكبرى بالولاياتالمتحدةالأمريكية. هذا ما كشفه علاوي في مقابلة خاصة لبرنامج Late Edition، الذي تبثه شبكة CNN. رئيس الوزراء العراقي الأسبق، الذي كان يتحدث من العاصمة الأردنية عمان ، طلب من المسؤولين في الإدارة الأمريكية ممارسة مزيد من الضغوط على رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي، قائلاً: إنني سوف أقوم بالدور الذي ينبغي علي القيام به من أجل إنهاء الطائفية، وتحويل العراق إلى بلد آمن وبلد ديمقراطي.في حديثه حرص علاوي على الإشارة إلى أن الخلاف مع المالكي على الأسلوب والاستراتيجية التي اتبعت لإدارة العراق، وليس خلافاً شخصياً لكنه ما فتىء يتهم رئيس الحكومة العراقية الحالي بأنه شكل حكومة شيعية موالية لإيران، وأنه يؤيد المليشيات المسلحة التي أصبحت فوق القانون، ويدعم المسلحين لتنفيذ القانون بأيديهم.وفي الوقت الذي تزايدت فيه الانتقادات الموجهة للحكومة العراقية داخل الكونغرس الأمريكي، بحزبية الجمهوري والديمقراطي. وصف علاوي حكومة المالكي، بأنها حكومة قائمة على فلسفة طائفية، وأوضح أن انسحاب التوافق من الحكومة يُعد انهياراً للعملية السياسية، مشيراً إلى أن جبهته تدرس القيام بخطوة مماثلة. كانت القائمة الوطنية العراقية، التي يترأسها علاوي، أعلنت انسحابها بشكل نهائي، من حكومة المالكي الجمعة، فيما يُعد ثالث تكتل سياسي عراقي ينسحب من الحكومة، التي تواجه شبح الانهيار. علاوي وبحسب ما جاء في التقرير الذي بثته CNN مساء الأحد، تعاقد في العشرين من أغسطس/ آب الجاري مع شركة Barbour Griffith & Rogers، وهي إحدى شركات العلاقات العامة الموالية للحزب الجمهوري، الذي ينتمي إليه الرئيس الأمريكي جورج بوش. الاتفاق المبرم بين علاوي وشركة BGR الأمريكية، ، يتضمن أن تتولى الشركة القيام بحملة دعاية واسعة لتقويض حكومة المالكي، والترويج لعودة رئيس الوزراء العراقي الأسبق. الحلقة الحوارية كانت كشفت أيضاً عن صورة لرسالة وجهتها الشركة إلى علاوي، والتي أشارت فيها إلى أن الأجور المترتبة على رئيس حركة الوفاق الوطني ستتضمن رسوماً ثابتة بقيمة 150 ألف دولار تدفع كل ثلاثة أشهر اعتباراً من بداية الشهر الجاري، بالإضافة إلى تكاليف شهرية خاصة بحملة الدعاية. علاوي بدا مندهشاً في البدء عندما تم الكشف عن مضمون الرسالة التي تفيد بتعاقده مع شركة BGR، إلا أنه قال: إنه لجأ إلى هذه الخطوة بسبب الدور الحيوي الذي تقوم به الولاياتالمتحدة في العراق. وقال: لقد طلبنا من هذه الشركة مساعدتنا في عرض آرائنا ووجهات نظرنا آراء العراقيين الوطنيين، وليس العراقيين الطائفيين وقال : إن أحد العراقيين يتولى تمويل هذه الحملة، رافضاً ذكر اسمه. الشركة المتعاقد معها تضم اثنين من المسؤولين السابقين في إدارة الرئيس الأمريكي، وهما السفير روبرت بلاكويل، النائب السابق لمستشار الأمن القومي الأمريكي، والذي عيّن مبعوثاً للرئيس بوش إلى العراق، وأسهم في تشكيل الحكومة العراقية المؤقتة، التي ترأسها علاوي عام 2004، وفيليب زيليكوو، المستشار السابق لوزيرة الخارجية كوندوليزا رايس. وبحسب وثيقة رسمية صادرة عن وزارة العدل الأمريكية، فإن طبيعة الخدمات التي ستقدمها الشركة مقابل هذه المبالغ، تشمل تقديم استشارات استراتيجية لصناع القرار الأمريكيين، بشأن قضايا تخص العراق، وترتيب اجتماعات بين عميلها (علاوي) والمسؤولين الأمريكيين، وتمثيل العميل في المحافل الحكومية والكونغرس ووسائل الإعلام.الوثيقة أشارت أيضاًإلى أن كافة إمكانات الشركة ستكون متاحة لرئيس الوزراء العراقي الأسبق، وزملائه المعتدلين ، كما أنها ستخصص فريقاً من المحترفين، يقع على عاتقهم تنفيذ مشروع قائد جديد في العراق ، الذي يهدف في النهاية إلى إعادة إياد علاوي إلى السلطة. برنامج Late Edition كشف كذلك عن رسالة إلكترونية بعثت بها شركة BGR إلى عدد من أعضاء الكونغرس، تضمنت إشادة بعلاوي، ووصفته بالخليفة المحتمل للمالكي. أما عن اسم مُرسِل هذه الرسالة فهو الدكتور إياد علاوي ، وقد تصدرها عنوان: قائد جديد في العراق. اللافت في الأمر أن الرسالة جاءت في نفس اليوم الذي طلب فيه وورنر وليفين من البرلمان العراقي تغيير المالكي ، وهو ذات اليوم الذي أعرب فيه الرئيس بوش عن خيبة أمله برئيس الحكومة العراقية.