ينعقد اليوم في صنعاء مؤتمر المعلمين العرب لبحث أوضاع كثيرة تهم المعلمين وتهم التلاميذ. ويأتي انعقاد هذا المؤتمر في ضوء مشكلات جديدة تتمثل في انصراف كثير من التلاميذ إلى خانة التطرف الفكري، بينما كنا في الماضي القريب نعاني من تطرف المعلمين وانحيازهم إلى اتجاهات فكرية، شرقية وغربية، ويحاول هذا المعلم أو ذاك استقطاب هذا التلميذ وذاك إلى مذهبه الفكري أو حزبه السياسي. غير أن ما ينبغي أن يطرحه المؤتمرون اليوم هو حالة المعلم العربي التي تسر العدو وتحزن الصديق، فحالة المعلم في أسوأ الحالات وأشد الظروف قساوة وشدة. وأخطر شيء يهدد أمن واستقرار المعلم العربي هو الفقر الشديد الذي يقتل الإبداع ويميت المواهب، ويدفع بالإبداع والمواهب أن تنصرف إلى مجال آخر غير مجال التعليم. وأنا بالمناسبة أحيي الصديق التربوي الأستاذ الدكتور وزير التربية والتعليم الذي أطمع أن يتحسن في عهده حال المعلم اليمني ليحصل على حقوقه الإنسانية كالتأمين الصحي والسكن الذي لا يستطيع ولن يستطيع المعلم الحصول عليه دون دعم مباشر من الدولة. كما أطمع أن يكون بيان صنعاء الذي سيصدر نهاية هذا المؤتمر معززاً المطالب المشروعة للمعلم العربي. إن المخرجات في كل الوطن العربي تعليماً وتربوياً مخرجات في معظمها سيئة؛ على درجة من الضعف والرداءة، ويتحمل المعلم الحظ الأوفر والأكبر، ولكن قبل أن نحاسب المعلم، يجب أن نحاسب أنفسنا ماذا أعطيناه. إن المعلم هو الذي يصنع المستقبل، وتجاهل المجتمع لحقوقه تثبط همّته وتقتل طموحه.