في كل بلاد الله تصدر القرارات العاجلة أو الآجلة الحاضرة أو المستقبلية على أسس ومعايير لا تقفز على الواقع الاجتماعي للبلد. مع بداية كل عام دراسي تتردد على مسامع المواطنين أسطوانة التعليم المجاني.. مع تحذيرات وزارية لإدارات المدارس من أخذ أية رسوم.. وهي تحذيرات تشبه تلك التي تلاصق «باكتات» السيجارة.. وهي تنبيهات حكومية أيضاً ؛ لأنه في كل عام يسجل المواطنون أولادهم برسوم أقلها «350» ريالاً وأوسطها «600» ريال وقد تتجاوز الألف الريال.. وبعض المدارس تشترط على البعض شراء أدوات مدرسية مقابل تسجيلهم .. حفظكم الضمير.. حذروا وتابعوا.. أو فالزموا الصمت. بداية هذا العام الدراسي.. أصدرت تربية القاهرة قراراً بإلغاء بعض المدارس التي في نطاقها.. القرار أتى على أساس عدم أهلية تلك المدارس من حيث هيكلها.. فهي مبان مؤجرة أو لا تتوافق وشروط المبنى الحديث .. قرار جميل يدل على وعي حداثي .. لكن صدور القرار بدون وجود بدائل «مبان جديدة».. قتل لذلك الوعي.. فالمنطقة التي تم فيها الإلغاء تأخذ ثلثي الدائرة «35» «عصيفرة والمسبح وجزء من وادي القاضي.. الخ».. وبقية مدارس المنطقة مدارس خاصة بالبنات.. إذاً أين يذهب البنون .. إلى الشعب والثورة أو مديرية المظفر .. المدارس هناك مزدحمة ومكتظة !! ينضمون لقائمة البطالة إذاً ؟ .. رعاكم العقل .. عودوا بالوضع لما كان عليه.. ثم جهزوا البدائل.. ثم احذفوا وأضيفوا ما تريدون. الفصل الدراسي الأول من كل عام يشبه في توقيته الزمني عملية «طفِ لصِ» .. ولكن من نوع آخر.. فوزارة التربية والتعليم تقرر الدوام بناء على السنة الميلادية وهذا الدوام يتعارض جوهرياً مع السنة الهجرية.. حيث يتخلل الدوام الميلادي الفصل الأول الأشهر الهجرية التي عملياً تتحكم بالحياة الدراسية فشهر سبتمبر تبدأ الدراسة الحقيقية فيه من منتصفه مع بداية شهر رمضان لتتوقف في بداية اكتوبر «عيد الفطر» لنعود في نهاية اكتوبر مع منتصف شوال.. ومع بداية ديسمبر تبدأ التحضيرات الاجتماعية لعيد «الأضحى» ثم عطلة والخلاصة: أن شهري اكتوبر وديسمبر لا يوجد فيهما دوام بسبب عطلتي العيدين ويذهب شهر سبتمبر لصالح رمضان.. ليبقى نوفمبر هو الشهر الدراسي الوحيد بامتياز. ويمنياً شهر رمضان ليس شهراً تعليمياً هذا واقع اجتماعي ؛ لا الطلاب مستعدون فيه للتعلم ولا المدرسون للتعليم فالجميع يسهر ليلاً ليناموا نهاراً.. والخلاصة أنها دراسة متقطعة لا يستفيد منها أحد.. لماذا لا يبدأ عامنا الدراسي متناسقاً مع الواقع الاجتماعي.. ما الذي سيضيرنا لو بدأ الدوام الدراسي من كل عام من بعد عيد الأضحى لينتهي العام بفصليه قبل رمضان.. بلا تقطع ولا أعياد.. وتكون العطلة الدراسية متوافقة والواقع المحلي ، حيث رمضان والعطل.. ولا وجع ولا هم يعجنون. هذا الاقتراح نضعه بين يدي وزارة التربية ورئاسة الوزراء.. ومن يهمه أمر التعليم