قال الحق تعالى ( ولهم عذاب أليم بماكانوا يكذبون) صدق الله العظيم وفي واقعنا وللأسف الشديد نرى كم من الناس قد امتهنوا الكذب..واتقنوا صناعته، واستغلوا مناخ الديمقراطية والتعددية السياسية وحرية الصحافة في الترويج له!ولكن: مأساة الكذاب كما يقول جورج برناردشو: «ليست في أن أحداً لا يصدقه، وإنما في أنه لا يصدق أحداً»!! إنها مأساة حقيقية نلمسها ونقرأ عنها..ونسمع بها ولم تعد تنطلي على أحد..بل ولايتوانى شعبنا أن يقول وبسخرية المثل الشعبي الشائع «أوصل الكذاب إلى عند الباب» وأن يذكرهم ايضاً بالمثل الشعبي القائل:« ماحد يغطي عين الشمس بمنخل» ذلك أن ماتحقق في ربوع الوطن اليمني وعلى مختلف الأصعدة لا ينكره إلا كل جاحد..وغارق في مستنقع الكذب..وما أدراك ماالكذب؟! يقول رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم:«إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار». وهؤلاء لا شك أنهم على شفا حفرة من النار، وتماديهم في الكذب يعجل بهرولتهم إلى لجتها الملتهبة!! إن أسواء الكذب ذلك الذي يمس بالوطن، ويحاول المساس بأمنه واستقراره ووحدته الوطنية قال الشاعر: عزيز على الأوطان أن شجاعة تمزقها الشحناء في غير طائل مع التذكير هنا أننا ننتمي إلى أوطاننا كما ننتمي إلى أمهاتنا فكيف يحُمل سلاح الكذب لنطعن به جسد أغلى مانحب ونملك؟! وإن الكذاب عادة ماتجسد وتكمن فيه هذه الثلاثية القبيحة التي أشار إليها الشاعر الشريف العقيلي بقوله: لايكذب المرء إلاَّ من مهانته أو عادة السوء أو قلة الأدب إن الكذابين خاسرون دائماً ولاسيما أن أحداً لا يصدقهم، حتى ولو صدقوا!! قال الأخطل الصغير: إذا عرف الكذاب بالكذب لم يزل لدى الناس كذاباً وإن كان صادقاً إن الحق والحقيقة تدحض أباطيل كذبهم قال أحمد شوقي: الحق سهم لا ترشه بباطل ماكان سهم المبطلين سديدا نعم أن لهم أكاذيبهم يرتد إلى نحورهم ويدميهم..فالحقيقة سهامها قاتلة وفتاكة لأنها هي التي تتحدث وبصورة جلية عن نفسها..والحقيقة كما قال أحد الحكماء كالنحلة في جوفها عسل، وفي ذنبها إبرة!! وهذه الإبرة لا تلسع سوى الذين امتهنوا الكذب حرفة..وصناعة..وسقطوا معها في مستنقع الخيانة، والعمالة والارتزاق..وارتهنوا وباعوا ضمائرهم للشيطان.. قال معلمنا الأول محمد صلى الله عليه وسلم:« الساكت عن الحق شيطان أخرس». ولنتعوذ من شيطان الكذب في بلادنا كلما كتبوا في صحفهم أو أطلوا علينا من بعض شاشات الفضائيات العربية.. أو صدور شائعاتهم البغيضة الخبيثة.