كان شهر أبريل هو مبتدأ للسنة بدلاً من شهر يناير في فرنسا، وفي عام 1645م أمر شار التاسع ملك فرنسا بجعل أول السنة بدل أبريل، وكان الرومان قد خصصوا اليوم الأول من شهر أبريل لاحتفالات «فينوس» وهي رمز الجمال والحب والمرح والضحك. ولكن ماهي حكاية كذبة أبريل؟! يرى بعضهم أن هذه الكذبة بدأت في فرنسا عام 1645م بعد فرض التقويم الجديد، إذ كان الشخص الذي يرفض هذا التقويم الجديد يصبح في اليوم الأول في شهر أبريل ضحية لبعض الناس الذين كانوا يعرضونه لمواقف محرجة، ويسخرون منه فيصبح محل سخرية للآخرين، فيما يرى بعضهم أن هذه الكذبة تمتد إلى عصور قديمة، واحتفالات وثنية، لارتباطها بتاريخ معين في بداية فصل الربيع، إذ هي بقايا طقوس وثنية. ويطلق الإنجليز على اليوم من شهر أبريل اسم يوم: «جميع المغفلين والحمقى».. ومن أشهر ماحدث في أوروبا في أول أبريل أن جريدة «ايفننج ستار» الإنجليزية أعلنت في 31 مارس سنة 1846م أن غداً أول أبريل سيقام معرض حمير في قاعة الزراعة لمدينة اسلنجتون، فهرع الناس لمشاهدة تلك الحيوانات واحتشدوا احتشاداً عظيماً، وظلوا ينتظرون، فلما أعياهم الانتظار سألوا عن وقت عرض الحمير فلم يجدوا شيئاً، فعلموا أنهم جاءوا يستعرضون أنفسهم فكأنهم هم الحمير..!! ترى هل كان لسان حالهم يقول كما قال المثل الشعبي اليمني: «قد الحمار حمار، ولو هو في ذمار»؟! الغريب أن هذه الكذبة انتقلت إلى عالمنا العربي والإسلامي وغدوا يحبكونها ثم يقولون بهدوء :إن «هذه كذبة أبريل» وكأنهم يستحلون هذا الكذب والعياذ بالله.. يقول رسول الله «صلى الله عليه وسلم»: «إياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار». والطريف أن معظم هؤلاء الحريصين المتحفزين للنجاة من فخ هذا التقليد السنوي، هم غالباً أول من يقعون فيه..!! نعم إن الكذاب يدفع ثمن كذبته، قال الشاعر الأخطل الصغير: إذا عرف الكذاب بالكذب لم يزل لدى الناس كذاباً وإن كان صادقاً ولاشك أن «حبل الكذب قصير» كما قالت قديماً العرب وإن ادعى البعض بالكذبة البيضاء، إلا أن الكذب يظل مثل كرة ثلجية تكبر كلما دحرجتها، والكذب من سوء الخلق، يقول الشريف العقيلي: لا يكذب المرء إلا من مهانته أو عادة السوء أو من قلة الأدب إذن: وفي الفاتح من أبريل القادم احذروا الكذب.. وفي هذا اليوم عليكم الشروع في إجازة صفاء وصدق.