شهران ونصف الشهر.. وخزانات المياه خاويةٌ على كروشها، ويبحث علماء الفضاء عن قطرةَ ماءٍ في الكواكب الأخرى، حتى يتسنى لهم الإمساك بطرفِ خيطٍ يقودُ إلى وجود حياة في غير الأرض، أو إمكانية نشوء حياة.. وأجزِمُ أنهم سيعثرون على خزانات كونية تكفي لإغراق الأرض، قبل أن تفلح وزارة مياهنا الموقرةِ في العثورِ على لترٍ مكعبٍ تحت تراب تعز، لأنها - ببساطةٍ - لا تَبْحَثُ ولا يعنيها أن تَنشأ حياةً هنا، أو أن تفنى!!. - أتذكّرُ تعليقاً طريفاً للأستاذ/محمد علي سعد، حول ما إذا كان اطلاق اسم «مشروع حماية تعز من كوارث السيول!!» حكمة أم سذاجة؟! في مدينة تَعوِزُها قطرة َماءٍ؟!. إنها سذاجة ولا ريب؛ إذ كيف يتحول ما يفترض أنه نعمة، إلى كارثة؟.. هكذا يختتم تعليقهُ الذي لم يدوِّنه بالطبع، لحساسية موقعهِ كرئيس تحرير صحيفة رسمية، حينها. - شهران ونصف الشهر وخزاناتنا فارغة، وفي القرآن الكريم يقول الله تعالى: «وجعلنا من الماء كل شيءٍ حيَّ».. نحنُ لسنا أحياء إذن، بمقتضى كلام الله، وتقول القاعدة التاريخية: إن الحضارات تنشأ على ضفاف الأنهار، ولسنا في حساب الحضارة شيئاً، أىضاً!!. أما تقارير خبير هولندي ضليع في العطش التعزي، فتبرهن على وجود وفرة من المياه في تعز تكفي لنشوء عشر حضارات دفعة واحدة. وإذا صدق هذا «النصراني»، فاضربوا بوعود وزارة المياه في وحل «سد العامرة» العظيم ولا حرج، لأنها تريد لنا أن نعيش بوسخنا!!. - هل سمعتم عن مسرحية «الواد بليه..» التي أثارت حفيظة الأستاذة الجميلة/جميلة علي رجاء، فرفعت دعوى ضدها، اقتصاصاً لكرامة أحفاد بلقيس، وكسبتها أمام القضاء المصري؟!. - في المسرحية يخاطب الأبله محمد هنيدي، شخصاً متسخ الهندام، متسائلاً بازدراء: «إيه ده.. إنت جاي من اليمن؟!». - دعونا نجري تعديلاً طفيفاً على عبارة هنيدي الأبله، لتصبح: «إيه ده .. إنت جاي من تعز؟!».. حينها سيكون «الواد عنده حق» ولن يكون بوسع جميلة رجاء أن تفتح «بُؤها بكلمة». تذييل هيمان حتى لو سكنت السحابْ لأصبحت قيعان فيها سرابْ فهل أتى حبي لقلبي عقابْ؟! أو أن إحراقي بشوقي ثوابْ؟! عبدالله عبدالوهاب نعمان «الفضول»