يبدو أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية قرّرت أخيراً تخفيف الحظر الذي كان مفروضاً على نشر معلومات بشأن الغارة التي استهدفت منطقة شمالي سورية، أو أنها تود تسريب رسالة ما. فقد كشف راديو الجيش الإسرائيلي أن المقاتلات الإسرائيلية أغارت في السادس من الشهر الماضي على «هدف عسكري» في عمق الأراضي السورية، مبيناً أن هذه فقط المعلومة التي سمحت الرقابة بإذاعتها. القيادة العسكرية والسياسية في إسرائيل كانت فرضت تعتيماً كاملاً على ملابسات هذه الغارة، وجاء رفع الحظر بعد أن أكد الرئيس السوري/بشار الأسد في مقابلة مع « بي. بي. سي » أن الغارة استهدفت موقعاً عسكرياً مهجوراً. حيث قال الأسد: إن الغارة توضح «عداء إسرائيل الغريزي للسلام».. وأضاف: إن سورية تحتفظ بحق الرد على الهجوم.. دون أن يوضح كيف سيكون الرد. كانت دمشق أعلنت حينها أن دفاعاتها الأرضية تصدت للمقاتلات الإسرائيلية التي خرقت الأجواء السورية قادمة من اتجاه البحر المتوسط وأجبرتها على الفرار بعد أن ألقت ذخائرها. ومع استمرار التعتيم الإسرائيلي تزايدت تكهنات وسائل الإعلام بشأن الهدف الحقيقي للغارة، فقد ذكرت تقارير أن الضربة كانت لمنشأة نووية تقوم سوريا ببنائها بالتعاون مع كوريا الشمالية. ونفت دمشق وبيونغ يانغ بشدة ما تردد عن وجود تعاون نووي بينهما، كما رفعت سوريا شكوى رسمية إلى الأممالمتحدة ضد الغارة الإسرائيلية.. وأشار آخرون إلى أن الطائرات الإسرائيلية كانت تختبر على مايبدو قدرات الدفاع الجوي السوري بعد حصول دمشق على أنظمة صواريخ روسية جديدة، وذهب البعض إلى القول بأن الغارة كانت تجربة لمسار تنفيذ هجوم جوي على إيران. الأهم في الأمر ما كانت نقلته صحيفة صنداي تايمز البريطانية عما وصفته ب«مصادر موثوقة»، حيث قالت الصحيفة: إن إسرائيل شنت غارة أرضية على موقع سوري للحصول على عينات منه قبل أن تشن غارتها الجوية عليه في وقت سابق هذا الشهر. وقالت الصحيفة: إن أفراداً من وحدة كوماندوز إسرائيلية شقوا طريقهم تجاه منشأة عسكرية سورية في موقع بمحافظة دير الزور في شمال سورية. لكن مسؤولاً سورياً بارزاً نفى صدقية تلك التقارير التي تحدثت عن حصول إسرائيل على مواد نووية خلال الغارة التي جرت مؤخراًَ على سورية، معتبراً ذلك مجرد وهم. وقال وزير الإعلام السوري/محسن بلال: إن إسرائيل «تنسج أوهاماً وقصصاً بوليسية وخيالية لا أساس لها». مؤتمر السلام في مقابلة مع « بي. بي. سي » قال الرئيس السوري بشار الأسد: إن سوريا لن تحضر مؤتمر سلام الشرق الأوسط ما لم تطرح المسائل التي تهمها.. وأضاف الرئيس الأسد: إن ذلك يعني بالتحديد إعادة مرتفعات الجولان، التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 إلى سوريا. وقال الأسد: إنه يجب ألا تضيع أي فرصة لتحقيق السلام.. لكنه لا يرى ما يشجع على النجاح لمؤتمر السلام الذي تدعو إليه الولاياتالمتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، والمستهدف فيه تركز المحادثات على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. يرى الرئيس الأسد أن بلاده لا تزال بحاجة لمزيدٍ من التوضيح حول المؤتمر قبل اتخاذ قرار بالحضور أم لا. وقال معلقاً: «حتى الآن لم تصلنا دعوة، ولم نحصل على أي إيضاح بشأن أي شيء.. وأضاف: إذا كانوا لن يتحدثوا عن الأراضي السورية المحتلة فلن تذهب سوريا على الإطلاق». وأردف: «يجب أن يكون (المؤتمر) حول السلام الشامل، وسوريا جزء من هذا السلام الشامل، دون ذلك يجب ألا نحضر، لن نذهب». الولاياتالمتحدة من جانبها قالت: إنها ستدعو سوريا فقط كعضو في لجنة الجامعة العربية التي تتعامل مع الموضوع الفلسطيني الإسرائيلي، ما يعني أن عراقيل نجاح المؤتمر لا تزال أمريكية أيضاً! وزير الإعلام السوري قال، من جهته: إن «متطلبات السلام في هكذا مؤتمر ترتكز على إقامة الدولة الفلسطينية، واستعادة الجولان كاملاً، وانسحاب إسرائيل حتى خط الرابع من حزيران عام 1967 وهذا يتطلب موقفاً عربياً موحداً»، حد وصف بلال الذي أضاف: «إذا كانت إسرائيل صادقة في رغبتها في تحقيق السلام فيجب عليها ألا تتهرب من هذا الاستحقاق».. مشيراً بلال إلى حديث الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عن ضرورة تحديد إطار زمني لمؤتمر سلام وصولاً إلى نتائج ملموسة. [email protected]