لاأدري إلى أين تسير بنا هذه الدنيا.. التي نعيش فيها ونستظل تحت سمائها لاسيما إذا ما نظرنا إلى واقع الحال في الوقت الحاضر.. حيث أضحى المرء يخاف من غده، ومماتخبئ له الأقدار.. من أيام ربما لا تسر الخاطر جراء ما نعانيه حالياً من تغيرات مستمرة تصاعدياً في أسعار المواد الغذائية، والتي لم تقتصر على سلعة دون غيرها بل تكاد تشمل معظمها، وهذا ما يجعل احوالنا في حالة من الاضطراب، وعدم الاستقرار في حياتنا نتيجة لذلك التغير والارتفاع الكبير في الأسعار، وإن سلمنا بأن هذه الارتفاعات هي انعكاس للارتفاعات العالمية في الأسعار، إلا أن أمراً كهذا لا يعطي مبرراً، بأن تكون هذه الارتفاعات في أسعار المواد الغذائية بهذه الصورة المهولة.. والمفجعة.. والتي لا تراعي احوال الناس ومعيشتهم، وأوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية لأن مسألة كهذه هي في الأساس تؤثر سلباً على حياة نسبة كبيرة من الناس، وهو ما يفرض على الجهات المسؤولة أن تكون حازمة وصارمة في وضع الحلول والمعالجات الناجعة التي ترقى إلى مستوى المسؤولية في عملها لا أن تترك الأوضاع سائبة ودون أن تتدخل لإيقاف هذه الارتفاعات الجنونية، وغير القانونية، وإذا كانت هناك ارتفاعات عالمية لأسعار بعض المواد الغذائية فينبغي إلغاء الارتفاعات على تلك المواد، لكن هذا لم يحدث حيث إن الارتفاع شمل كافة المواد الغذائية الأساسية وغيرها ولا يزال الأمر في تصاعد مستمر ويمضي دون هوادة من قبل بعض التجار الجشعين بينما الجهات المسؤولة لم تحرك ساكناً حتى الآن وتنظر لما يجري في الأسواق، وكأنه أمر لا يخصها في الوقت الذي هي مسئولة عن ذلك باعتبارها الجهة التي تمنح تراخيص الاستيراد للتجار.. وبالتالي فإن عليها أن تتحمل مسئولياتها، لا أن تتلكأ وتتخلى بحجة أن السوق حر.. حتى في حالة حرية السوق فإن على هذه الجهات القيام بعملها المتمثل بوضع الضوابط والقوانين المنظمة لبيع وشراء هذه السلع بعيداً عن الاحتكار والمغالاة والجشع، وهذا ماهو موجود في كل بلاد الله الواسعة، في هذا الكون ونحن جزء منه، لا نعيش في كوكب آخر.. من هذا العالم.