قرار وزارة الداخلية الأخير بإنهاء الدراجات النارية في العاصمة صنعاء قرار موفق جداً قوبل بالارتياح الشديد من قبل المواطنين في تعز قبل صنعاء وبذلك تكون الوزارة قد اتخذت ثاني أشجع قرار في تاريخها حتى الآن بعد قرار منع التجوال بالسلاح في عواصم المدن، ونحن في الوقت الذي نبارك فيه للوزارة هذا القرار الجريء والشجاع نطالبها بأن يشمل قرارها في المنع الدراجات في تعز أيضاً فهي اكثر بشاعة وانفلاتاً وسوقية واستهتاراً مما هو عليه الحال في صنعاء لكثرة « أأسماخ» في هذه المدينة المنكوبة بدراجات الموت التي يقودها بعض الصعاليك والفرغ بدون أخلاق وبدون أي اعتبار لقوانين وأنظمة السير والمرور.. وبمثل هذه القرارات الشجاعة والمسئولة التي تتخذها الوزارة رغماً عن أنف السيمفونيات النكراء النشاز التي تعزف نهيقاً منكراً متواصلاً هنا وهناك بغير علم ولافهم ولا سراج منير، تكون الوزارة أول جهة حكومية قد قامت بدورها كما يجب وينبغي في إطار البرنامج الانتخابي للأخ الرئيس في توفير الأمن ومكافحة الجريمة وتعزيز السكينة والهدوء للمواطنين. فمنذ عودة هذه الوسيلة القاتلة إلى العمل في إزعاج السكينة والهدوء وإقلاق الأمن وإرعاب المارة من الجنسين في الشوارع والحارات وإيقاظ النائمين في الليل تحت ذريعة أنها «تشقي» وتصرف على أسر لم نشاهد إلا مراهقين يمتطونها في سباق مع الريح يتلوون بها كالثعابين بين السيارات والويل لمن يجرؤ أن يقول لهم لماذا هذه التصرفات الطائشة، حيث يكون الجواب أسرع من الصدى، سباباً مقذعاً وكلمات نابية بذيئة واستعداداً مسبقاً للعراك يعاونه في ذلك تجمعاً كثيفاً من الدراجات الأخرى التي تتنادى فجأة كالصرور - الحدأة - بدافع الاصطفاف إلى جانب زميلهم في الصعلكة والذي سيدخل في عراك «تاريخي» مع صاحب السيارة الذي قاده حظه العاثر إلى هؤلاء الرهط من المفسدين الذين هم في غالبيتهم العظمى من الحشاشين وأصحاب السوابق والحبوب.. فيبدأون بالمؤازرة في السب والشتم وتهييج صاحبهم أكثر ليتحول بالتحريض والنفخ والدفع والشحن من أسوأ طبيعة بشرية إلى فصيلة أخرى أشد سوءاً وفتكاً من ذوات المخلب والناب. إن الدراجات النارية في بلادنا وسيلة للطيش والمراهقة المنفلتة وعكس اتجاه سير المرور، وهي وسيلة للضجيج الدائم بفرقعاتها المتواصلة الأكثر إيذاء للأذن من الرصاص طوال النهار والليل وهي وسيلة مثلى لبعض أولاد الشوارع الفوضويين للتحرش بالفتيات ودهس الأطفال في الحارات وهم بسرعات جنونية وخطف الحقائب من أيدي النساء المارات وحتى إطلاق النار على بعض الأشخاص والفرار بسرعة البرق مستغلين سهولة الحركة فيها والدخول بها في الأزقة وعكس اتجاه سير المرور دون أن يستطيع أحد اللحاق بهم أو حتى التقاط أرقامهم إن كان لهم رقم أصلاً حيث أن معظمها بدون أرقام، كما أن المرقمة منها يستحيل على أي شخص التقاط الرقم بعد الجريمة لصغر اللوحة من ناحية ثم أنها مطموسة الأرقام في الغالب، ولا أعتقد أن هناك رجلاً عاقلاً يحترم نفسه وعقله أن يكابر في الدفاع عن هذه الدراجات بحجة أنها تعيش عليها أسر بعد كل هذه المآسي التي نعانيها منها، فلو أفترضنا أن هناك واحداً في المائة من سكان تعز يعيشون على هذه الدراجات فهل يعقل أن يكون ذلك على حساب تسعة وتسعين في المائة من السكان تنتهك آدميتهم في كل لحظة وثانية وتلوث المدينة وتعدم السكينة والأمن في المجتمع كله من أجل هذه الحفنة من الأسر؟؟ وهنا يبرز علينا السؤال التالي:- قبل السماح بعودة هذه الدراجات إلى الشوارع ماذا كان يأكل أفراد هذه الأسر التي يتباكى البعض في الدفاع عليها اليوم؟؟ ثم هل يستطيع أحد إنكار أن تسعين في المائة من سائقي الدراجات الموجودة الآن هم أساساً من المراهقين دون سن السابعة عشرة وأقل؟؟ وهل يستطيع أحد إنكار أن هؤلاء المراهقين على هذه الدراجات هم من قاع المجتمع أخلاقاً وسلوكاً وتصرفات؟؟ إن من يدافع عن بقاء هذه الدراجات بكل مضارها على المجتمع هو كمن يدعو إلى فتح البارات وبيع الخمور بحجة أن «فيها منافع للناس» وهناك أسر تعيش على هذه الأعمال وحرام علينا!! فأين يذهب أصحاب هذه الأسر؟؟ هل تموت جوعاً!! بالتأكيد هناك بلادة معتقة لدى البعض؟؟ أو مصالح مستترة وخفايا أمور نجهلها تماماً. إن أسباب ووسائل الرزق وفيرة ومتوافرة ياهؤلاء، وأتذكر عندما تم منع هذه الدراجات في تعز عام 82 - 83م - إذا لم تخن الذاكرة - تحول اصحاب الدراجات النارية يومها إلى السيارات الصغيرة المكشوفة النصف نقل ثم تطوروا إلى الحافلات الصغيرة التي تعرف اليوم باسم «الدباب» وهذا شيء طبيعي لأن الحاجة أم الاختراع والمجتمع يطور أساليبه في تلبية حاجياته إلى الأفضل لا أن يتقهقر إلى الوراء لاستخدام وسيلة قاتلة لصاحبها وقاتلة لغيره وخطر على المجتمع بأسره!! ثم هل يعقل أن يصل عدد الدراجات في قرية صغيرة مثل تعز إلى ألفي دراجة وأكثر؟؟ ثلثا هذا العدد أرقامها عبارة عن عبارات مثل - الحب عذاب، ساجي العيون، إيش جابك في طريقي، باتندم ياحبوب، الجارح، المرعب، الإعصار، الانتقام، مبكي النجدة، مدوخ الدوريات، خلي المرور ينفعك، ولا على بالي، لاتلاحقني باتتعب، عليل الهوى، ياعين شني الدموع، ياسهران، للصبر حدود، خليك في حالك، مصفوع القفا، ذئب المدينة، دراكولا، صدفة التقينا، سفاح البراقع، ذابح قلوب العذارى، الخطاف، أنت الجاني على روحك، ياكايدهم، سمخ أباري، معذب الشرطة، خاطرك باروح، وأخشى أن تتطور الأسماء لتصبح على النحو التالي: صانع الأحزان، مفرق الجماعات، مرمل النسوان، مكسر السيقان، آكل الحنشان، مجنن الأحياء ومقيم الأموات!! أعتقد أنه آن الأوان على بعض النواب أن يخجلوا قليلاً على أنفسهم عندما يتباكون على الأسر التي تعتاش من هذه الوسيلة المميتة وبالذات في صنعاءوتعز وبقية المدن الرئيسية.. ربما باستثناء مدينة الحديدة تجاوزاً بسبب طبيعة أهلها المسالمين والمعتاشين حقيقة على هذه الوسيلة التي مضى عليهم في استخدامها أكثر من أربعين عاماً تقريباً لعدة أسباب اجتماعية وجغرافية واقتصادية والمشاكل الناجمة عنها في الحديدة لاتكاد تذكر مقارنة بما عليه الحال في تعزوصنعاء بالذات؟؟ في الحديدة أنا أضم صوتي إلى الأصوات المطالبة في بقائها لطبيعة المجتمع هناك ولعدم استخدامها بنفس الطريقة الهمجية التي يستخدمها المراهقون في صنعاءوتعز وغيرها، فلا يجوز أن يؤخذ سعد بجريرة سعيد ولايجوز أن يقول قائل «المساواة في الظلم عدل» أو السيئة تعم والحسنة تخص» فهذه القواعد العقابية لاتنطبق في هذه الحالة!! هناك فعلاً حاجة قاهرة لبقائها واستخدامها حيث أسر كثيرة حقيقية تعيش عليها خصوصاً بعد ركود نشاط الميناء إلى الحد الذي جعله ميتاً وأفقده دوره الحيوي والهام كميناء رئيسي للبلاد بعد الوحدة المباركة وافتتاح ميناء عدن والذي تم إنعاشه على حساب مينائي الحديدة والمخا في خطوة غير موفقة وغير مدروسة وحتى غير مسئولة أو واعية للمصائب التي خلفتها وراءها هذه «الفعلة» على أبناء الحديدة والمخا؟؟ كما أن تجاوزات الدراجات النارية في الحديدة لاتتعدى الخمسة في المائة وحتى هذه الخمسة سببها الجهل والأمية المفرطة في المعرفة والاستخدام وليس الفتونة والبلطجة الفارغة كما هو الحال في تعز التي تبرز فيها الظاهرة في أقبح صورها وأشكالها وجرائمها. آخر السطور: أحد أطباء الأذن والأنف والحنجرة في تعز ممن يتمتعون بسمعة طيبة في تخصصهم، لديه مسجل أقل مايوصف به أنه غبي مع سبق الإصرار والترصد!! فهو مثلاً يخبرك أنه ممنوع لديهم الكشف المستعجل وممنوع عندهم الحالات الاسعافية وممنوع التسجيل قبل الساعة الثانية والنصف وممنوع الاتصال قبل هذا الوقت وإذا وجدت الخط مشغولاً عليك بمتابعة الاتصال وعندما يمسك الخط بعد أكثر من ساعة من المحاولة يكون الجواب العدد قد اكتمل، وعندما تطلب تسجيل انتظار بالدور إلى اليوم التالي يكون الجواب ممنوع التسجيل إلا في نفس اليوم؟! دكتور « عبدالملك عبدالواحد»، أرجو أن تجد لنا حلا مع «التمرجي» في العيادة لأن الناس يثقون بخبرتك وكفاءتك وهناك من يحبطهم ويقهرهم، مع خالص تحياتي واعتذاري لعدم الاستطاعة في التواصل معك مباشرة لأنه ممنوع التواصل مع الدكتور رغم أن التواصل مع فخامة الرئيس أسهل بكثير مما تتوقع من مجرد الحجز عندك.