الإدارة الأمريكية تعيد العالم إلى زمن الحرب الباردة، وسباق التسلح تحت ذرائع وحجج واهية لايقرأ منها سوى سوء النية، وتبييت الشر للعالم.. فعزم الإدارة الأمريكية على نشر الدرع الصاروخي في عدد من دول أوروبا .. بحجة أنه درع دفاعي .. يقول كثير من المحللين العسكريين والسياسيين :إن ماتقوله الإدارة الأمريكية «نكتة، أو أضحوكة» لأن مثل هذا الدرع لامبرر له، ولاتوجد دواعٍ لإقامته.. فلا توجد قوة تمتلك القوة الصاروخية القادرة على مهاجمة الولاياتالمتحدة، ولاتوجد أية دولة تهدد أمن هذه الدولة البعيدة.. وإن كل ماتدعيه الإدارة الأمريكية.. إدعاء كاذب ..لاينم إلا على مرض تعاني منه الإدارة الأمريكية.. هذا المرض نزعة الهيمنة،والأطماع الاستعمارية ضد العالم. روسيا، والصين.. كقوتين عالميتين.. استغربتا هذه التوجهات العسكرية الصاروخية من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية.. وأفقدتهما الثقة بنوايا الإدارة الأمريكية الخيرة.. وقد أعلنتا ذلك صراحة، وتعارضانه بقوة.. كونه يعيد العالم إلى الخلف .. إلى زمن سباق التسلح والحرب الباردة.. وهو ماطرحت روسيا من خلال رئيسها «فلادمير بوتن» الذي أكد أن التوجهات الأمريكية العسكرية ممثلة «بالدرع الصاروخي» الذي تعتزم نشره في دول أوروبا .. هي توجهات غير مأمونة، والإدارة الأمريكية لايوثق بها،ولاهي تصدق فيما تقول، ولاتفي بماتعد، وتعتمد في سياستها العالمية على التضليل والكذب على الشعب الأمريكي وعلى العالم .. في ضوء ذلك ترفض روسيا نشر الدرع الصاروخية الأمريكية في دول أوروبا،وتعتبره تهديداً مباشراً لروسيا الاتحادية .. الأمر الذي اتخذت روسيا معه قراراً بنشر درع صاروخي دفاعي موجه إلى مواقع الدرع الصاروخية الأمريكية في أوروبا.. بل بدأت في إجراء تجارب ناجحة لصواريخ بالستية عابرة للقارات، وقررت أيضاً إدخال نظام صاروخي جرب بنجاح في الخدمة.. بعد أن كانت قررت إبقاءه خارج الخدمة بعد تجربته.. رد الفعل الروسي هذا له مايبرره لأن السياسات العسكرية التي تسعى الإدارة الأمريكية في أوروبا وآسيا تظهر بما لايدع مجالاً للشك محاصرة روسيا والصين صاروخياً لتجعلهما تحت رحمتها .. والمشكلة أن الإدارة الأمريكية تتعاطى مع روسيا والصين حول الموضوع بتذاكي عليهما.. واستغبائهما،وهو تعاطٍ عنصري ،ويوحي بالأبعاد الشريرة للسياسة الأمريكية، ضد روسيا والصين، وضد العالم. إن السياسة الأمريكية خلال عقد ونصف،وتصرفاتها، وتعاملها مع العالم بالهراوة العسكرية، وبما يخالف المواثيق والقوانين والإعلانات الدولية، وعدم احترامها للشرعية الدولية، وحولت الشرعية الدولية إلى شرعية أمريكية.. تستهدف كل الدول الممانعة والرافضة للسياسة الأمريكية و..و.. إلخ .. كل هذا أخل بالنظام العالمي وبأمن واستقرار العالم.. وهاهي تعيد العالم إلى سباق التسلح والحرب الباردة على حساب التنمية الاقتصادية والاجتماعية.