إن الذين يرغبون بالحصول على مناطق ولاجة وجبل المكبر ، بالاضافة إلى حار حوما، سيتسببون قطعاً بألا تكون القدس عاصمة يهودية لإسرائيل ، تتمتع بأغلبية يهودية واضحة. هكذا رد حاييم رامون، نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية على الانتقادات الأمريكية يوم السبت الماضي لحكومة بلاده ؛ بسبب قرارها بناء مزيد من المساكن في مناطق القدس. لكن رامون أردف أيضاً أن الحكومة لن تتخلى عن المستوطنة القائمة حالياً في القدس ، والتي أعلنت الأسبوع قبل الماضي عن خطة لبناء المزيد من الوحدات السكنية فيها. يرى حاييم رامون إذاً أنه يجب التخلي عن أجزاء من مدينة القدس وإعطائها للفلسطينيين ، لكن ذلك ليس إلا بغية تجنب خسارة الدعم ، الذي تحظى به إسرائيل حالياً من قبل الولاياتالمتحدة. قال رامون: إنني مقتنع بأن الأحياء اليهودية بما فيها حار حوما بنيت مستوطنة حار حوما في أواخر عقد الثمانينيات من القرن الماضي إنها يجب أن تكون تحت السيادة الإسرائيلية ، بينما لا ينبغي أن تكون الأحياء العربية كذلك ؛ لأن مثل هذا الأمر يشكل تهديداً لجعل القدس عاصمة لإسرائيل. رامون اعتبر أيضاً أن معارضي رئيس الحكومة أيهود أولمرت لم يكونوا واقعيين بحلمهم بالحصول على الدعم الأمريكي لأية خطة سلام ، تعطي الدولة اليهودية كل المناطق التابعة حالياً لبلدية القدس، والتي تشمل القدس الشرقية ومناطق أخرى مقتطعة من الضفة الغربية ، لكي تشكل كلها عاصمة لإسرائيل. كانت إسرائيل رفضت في وقت سابق الانتقادات التي وجهت إليها بسبب قرارها بناء وحدات سكنية إضافية في مستوطنة حار حوما ، التي يطلق عليها الفلسطينيون اسم «جبل أبو غنيم» بل إن وزارة الإسكان الإسرائيلية كانت أعلنت مؤخراً عن مناقصة لبناء أكثر من 300 وحدة سكنية جديدة في المستوطنة الواقعة جنوب شرقي القدس باتجاه بيت لحم. كانت الحكومة الإسرائيلية ضمت المنطقة التي سيجرى عليها البناء ، ووضعتها داخل حدود ما تطلق عليه «بلدية القدس الكبرى» التي رسمتها بعد احتلال الضفة الغربية عام 1967 ، لكن عملية الضم تلك لم تحظ باعتراف دولي. وهو ذات الإعلان الإسرائيلي الذي أثار غضب الفلسطينيين ، ودفع بوزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس للتحذير بأنه مجازفة تضر بعملية السلام التي انطلقت في مؤتمر أنابوليس في 27 نوفمبر تشرين الثاني الماضي. السلطة الفلسطينية ناشدت واشنطن التدخل لوقف المشروع الإسرائيلي ، الذي اعتبره المفاوض الفلسطيني صائب عريقات تقويضاً للنتائج التي تمخض عنها مؤتمر أنابوليس. ليجيء الرد الأميركي على هامش اجتماع دول الناتو في بروكسل حين اعتبرت رايس أن بناء الثقة أهم في الوقت الراهن ، واصفة رايس بعد لقاء جمعها بنظيرتها الإسرائيلية تسيبي ليفني ، وصفت «بناء المستوطنات» بأنه لا يساعد على بناء الثقة. اللافت هنا أن هذا الفعل يشكل أول توسيع لمستوطنة يهودية بعد الإعلان عن استئناف المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية الشهر الماضي ، وتعهد الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني بتنفيذ اتفاقاتهما بمقتضى خارطة الطريق للسلام التي أعلنت عام 2003م. [email protected]