ستقولون بأن «لو» تفتح عمل الشيطان.. وسأتذكر معكم أننا مطالبون بعدم ترديد لو أن كذا لكان كذا.. ولكن.. يبدو أنه لا مفر من «لو». لقد بلغ التسول مبلغاً ارتقى فيه درجة لا أقول الظاهرة وإنما «المهنة». انتقل من خط الاستسلام لحاجة إلى نقطة الهواية.. وها هو يتحول إلى احتراف وهنا لا بد من استدعاء «لو». لو كان كل قادر يمتلك في صدره قلباً رحيماً تجاه جيرانه.. لو تخلى الفاسد عن فساده.. لو قامت الأجهزة بدورها في ردم فجوة البطالة.. لو تمسلك بعض المتسولين بالقناعة وحافظوا على ماء وجوههم. لو .. ولو .. هل كان التسول سيأخذ هذه المساحة التي اختلط فيها حابل المتسول اضطراراً بنابل المتسول طمعاً..؟؟ من دون أن نتجاهل مسئولية الأجهزة الحكومية ورجال المال والأعمال ومؤسسات المجتمع المدني.. لقد صار التسول عند البعض مرضاً جديراً بأن يوضع تحت المجهر.. ومحاولة العلاج. وحتى لو فشل الدكتور الراهب «مكاويوشي» في علاج المتسولين عندما نزل إليهم في إحدى زوايا التسول في اليابان.. لا يجب أن نفقد الوسيلة للتخفيف من الظاهرة.. ليس مطلوباً إنهاء التسول وإنما الانتقال به من التسول الاحترافي وتسول الهواية إلى التسول من أجل الضرورة. وإذا لم يكن لوزارة الشئون الاجتماعية دور في هذا الجانب فما أهمية بقية مهامها وأنشطتها؟!!.