ماذا عن قناة «السعيدة»؟ تطور رائع وجميل في أن تتعدد لدينا المنابر الإعلامية المختلفة متجاوزة المنابر التقليدية من صحافة مقروءة ومسموعة إلى فضائيات تخترق السموات المفتوحة، لتنقل للعالم صوت هذا البلد الذي كان إلى ماقبل أربعة عقود ونيف يوصف ببلاد واق الواق أي البلد الذي لا يصل إليه البشر ولا يطاق العيش فيه إلا لمن جلبت أحاسيسه من جلاميد جباله وجدب صحاريه القاحلة.. بعد أن أتى عليه حين من الدهر استحالت به الحياة إلى بؤس وقحط ونضوب في كل ما يمت إلى الحياة بصلة. بحكم عهود من ولاية آل بيت حميد الدين الذين عزلوا اليمن وشعبه بإقامتهم لأسوار شتى تحول بين هذه الأرض وما يجري بالعالم من تطورات مختلفة وعلى كافة الصعد حالوا بيننا وبين شعوب العالم، وحالوا بيننا وعلوم الإنسان وزعموا أن كافة الوسائل الحضارية تمنع هطول المطر ونزول الغيث، وهذه ليست حكاية «من خيال» بل حقيقة واقعة حدثت لي شخصياً ذات يوم عندما عدت إلى قريتي من عدن وبمعيتي جهاز راديو لقتل الوقت الممل بعد غروب شمس كل يوم.. فلقد أتاني أحد اقاربي بالقرية ناصحاً لي، بعد أن عرف بأمر الراديو قائلاً لي أو على الأصح: هامساً في أذني:. اخفِ الراديو عن أعين الناس لتتقي الشر.. قلت له:. كيف؟ قال:. لقد أمر «العامل» بالمدينة قبل أيام بمصادرة كافة أجهزة الراديو من كافة المحلات التجارية والمطاعم والمقاهي، تحت مبرر ان الإمام قد أصدر فتوى بعدم استخدام الراديوهات لأنها هي التي تسببت في عدم سقوط المطر على البلاد؟ وبالفعل فقد أخفيت الراديو عن أنظار كل من يأتي لزيارتي وكنت إذا أردت الاستماع أخلو لوحدي.. وهكذا يا أعزائي تلاحظون مدى الكبت والحرمان والعزلة التي كنا وكانت تحياها اليمن.. وفي تصوري إن تضاريس البلاد الوعرة قد تساعد أي حاكم ظالم على إبقاء أقاليم البلاد على عزلتها، وحرمانها من حركة التطور والنمو.. ولهذا نرى كيف أن حكومات النظام الجمهوري المتعاقبة، قد أولت شبكة الطرق وشقها لمختلف أرجاء البلاد جل اهتمامها.. فاليمن قد توفرت بها جبال نصف العالم تقريباً، خاصة الهضبة الوسطى منها، الأمر الذي يتطلب فيه توفير الخدمات جهوداً مضاعفة. وعود على بدء لموضوع القناة الفضائية التي أطلق عليها اسم:. «السعيدة» فيبدو للمشاهد من أن اختيار القائمين على تسميتها بهذه التسمية قد كان وفق قناعة راسخة تستهدف إسعاد المشاهد والتخفيف عنه وعن وجدانه وإحساسه، هموم وأوجاع الأخبار السياسية ومواجعها المختلفة، فالنشرة الاخبارية باتت ثقيلة على المشاهد والمتابع لأية قناة فضائية من القنوات الحكومية، عند مقارنتها بقناة «السعيدة» يجد أنها قد كانت وماتزال موفقة في اختيارها للبرامج والمسلسلات الاجتماعية والترفيهية، وخاصة التوقيت المناسب لتقديم تلك البرامج. إن إنشاء مثل هذه المحطة كمنبر مستقل يفتح آفاقاً واسعة أمام المشاهد اليمني التواق إلى التنوع وإلى التجديد والتطوير في عالم متطور ومتغير في كل يوم وساعة.. لذلك كان لابد لنا من أن نواكب حركة التغيير في العالم.. وكل ما نأمله ونرجوه هو أن تبقى قناة «السعيدة» على ماهي عليه من حيادية واستقلال ولها أسوة وقدوة بأم القنوات العربية «قناة الجزيرة» خدمة المشاهد العربي اولاً وقبل اي شيء آخر وهناك قنوات عربية أخرى يمكن لقناة السعيدة الاستفادة منها وهما. التنوير المصرية وكذا «دريم» المصرية أيضاَ. خاص بالخدمة المدنية والمالية الزيادة التي أعلن عنها قبل أشهر بواقع 50 ٪ بمقتضى المرحلة الثانية لاستراتيجية الأجور، استحالت إلى لغز، وباتت موضع تساؤلات شتى، لماذا وكيف وماهي ياترى أسباب تعثراتها طوال هذه المدة.. لقد كنا ننتظر أن تأتي مع حلول عيد الفطر، ثم برّرنا عدم الصرف للإكراميات التي صرفت للجميع بداية شهر رمضان، ولكننا بقينا ننتظر بفارغ الصبر، وعلى أحر من الجمر استلامها بمناسبة عيد الأضحى دون جدوى. مع العلم أنه كان قد أعلن أنها ستصرف اعتباراًَ من شهر أكتوبر بأثر رجعي، إذاً ما الأمر ياوزارتي المالية والخدمة المدنية؟؟ ولماذا يؤخذ المتقاعدون بجريرة تقاعس وإهمال بعض الوزارات والمؤسسات التي عجزت أو قصرت بموافاة الخدمة المدنية والمالية بالكشوفات اللازمة والمطلوبة.. وأين تلك الأعداد الهائلة من أجهزة الحاسوب التي اشتريت لتسهيل وتذليل أية عمليات حسابية وخلاف ذلك أم أن الأمر يتعلق ويتصل بتدني وقصور الخبرة والمعرفة للتعامل والتعاطي مع تلك الأجهزة وخفاياها التقنية فإذا كان الأمر كذلك، فلماذا لاتشدد الجهات المسئولة على اختيار العناصر القادرة على التعامل مع مثل هذه الأجهزة بكفاية ودراية، تحسم هذه التعثرات والمعوقات التي تهدر الوقت والمال، إلى جانب أنها تصبح أمراً معيباً بحقنا بهذا الوقت الذي بات فيه الإنسان يتحكم بالعديد من المركبات الفضائية، وبتنقلاتها من كوكب إلى آخر وعودتها إلى الأرض بالدقيقة والثانية المحددة لها.. وما آثار استغرابنا لهذا التأخير بصرف تلك الزيادة هي أنها كانت قد حظيت بتغطية واسعة النطاق ولفترات متلاحقة.. ثم إذا بنا كمن يسمع جعجعة ولايرى طحيناً.. نأمل أن لايطول انتظارنا أكثر مما قد انتظرنا، وكما يقول المثل:«خير البر عاجله». القات وأضراره المتعددة: عندما يشاهد المرء أفواج المترددين على أسواق القات يومياً، يشك في أن ثمة أزمة اقتصادية تجتاح البلاد، ويشك أيضاًَ في تلك الشكاوى من ارتفاع اسعار المواد الغذائية وخلاف ذلك.. وأن المرء ليعجب ويستغرب أيما استغراب، عند مشاهدته للكثيرين من ذوي الدخل المحدود، وهم يقبلون على التعاطي اليومي لهذه الشجرة التي تضر بالشخص المتعاطي لها دون أن تفيده بشيء اللهم جلب التقلصات المعوية والمسالك البولية وخلاف ذلك من إمساك وتأثير سلبي للشهية.. ومن حسن اختيار باعة الفواكه أنهم يختارون مواقع على مقربة من محلات بيع «القات» وعليه فإنك نادراً ما تلاحظ من يقبل على شراء القات يتجه نحو باعة الفواكه لشراء ما يمكنه شراءه من الفواكه التي تعود عليه وعلى أولاده بالفائدة والعافية.. وبالرغم من صيحات الأطباء وتحذيرات خبراء الزراعة وعلماء التغذية من مغبة الأخطار التي يسببها القات، وتسببها المواد الكيماوية التي يرشها مزارعو القات كمحسنات تسرع بنموه ونشوئه المخالف لطبيعته المعتادة بالرغم من كل ذلك، ومن أن تلك المواد من الأسباب الرئيسية لأمراض «السرطان» فإن الناس مايزالون يقبلون على تعاطيه، وليس هذا وحسب وإنما يؤثرون كل ذلك على شراء ما يتيسر لهم من الفواكه.. إنها الغفلة:. والغريب أن العديد من أصحاب الدخول المحدودة يقبلون على القات يومياً.. فعلى أقل تقدير يمكن للمرء أن يخصص يوماً واحداً بالأسبوع خاصة وإذا كان حريصاً على أن يلتقي المعاريف والأصدقاء.. هناك مثل أو قول مأثور للسيد المسيح يقول: إن الله لا يساعد من لا يساعد نفسه.. فهل آن لأمثال هؤلاء مساعدة أنفسهم؟ إن حالة الفوضى والانفلات والسلوكيات غير السليمة في معظم أوساط المجتمع لتدل على أن السموم التي تدخل اجسامنا من خلال المواد الكيماوية التي ترش على القات وعلى العديد من الخضروات قد أثرت على سلامة صحتنا وحواسنا، فلابد من مراجعة لتصرفاتنا اليومية، ويكفي ما نستنشقه من غازات من مخلفات عوادم المركبات التي باتت على وشك أن تغرق السكان بازديادها المستمر.