كثرت التكهنات والشائعات التي يتناقلها المواطنون ولاندري مصدرها ولا الجهات التي تقف وراء تسريبها ونشرها وغايتها من ذلك إرباك المواطنين ، وجعلهم يعيشون حالة من القلق والترقب.. هذه التكهنات والشائعات تتحدث عن ارتفاعات سعرية جديدة ندشن بها العام الجديد، تشمل مختلف السلع الأساسية بما في ذلك البترول والغاز، وهو مايعني أننا مقدمون على جرعة جديدة لاقدر الله ضمن المعالجات التي تتبعها الحكومة تحت مبرر الارتفاع العالمي للأسعار، والقول إن هذه التكهنات والشائعات مصدرها الحكومة من باب جس نبض الشارع ، ومعرفة ردة فعله وطريقة مثلى لتفريغ شحنته وتهيئته لتقبل الجرعة حين إقرارها تفادياً لما قد يحدث إذا تم مفاجأته بها دون سابق إنذار ، وهذا القول هو ماتروج له أحزاب المشترك، وعموماً صدقت تلك التكهنات والشائعات أم لم تصدق، ونتمنى من أعماق قلوبنا ألا تصدق، إلا أن هاجس الخوف منها قد تحول إلى كابوس مرعب ينغص حياة المواطن المسكين ويسلبه كل إحساس بالأمن والاستقرار ويصادر منه أملهُ الأخير في البقاء بمأمن من الموت جوعاً ولو بقرص رغيف جاف يسد به رمقه ويحفظ به ماء وجهه من مذلة السؤال أو اللجوء إلى طرق وأساليب غير قانونية للحصول على لقمة عيشه وقوت يومه له ولأسرته، من أجل الحفاظ على البقاء. لانريد أبداً الوصول إلى نقطة اللاعودة، حيث لايكون لنا خيار، وحيث لايجد المواطن المسكين والمغلوب على أمره أمامه من خيار للتغلب على الموت جوعاً إلاّ مواجهة الموت في معركة الحياة، ورحم الله الصحابي الجليل أبا ذر الغفاري حين قال «عجبتُ لمن بات جائعاً ولم يخرج إلى الناس شاهراً سيفه». إن مادفعني للكتابة عن هذا الموضوع سماعي لعدد من المواطنين رجالاً ونساء يتحدثون ويتشاكون فيما بينهم عن ارتفاع جديد للأسعار، وعن موجة غلاء قادمة، ويؤكدون بأن هناك جرعة قادمة لا محالة ، ويتحدثون عن ذلك وعلى وجوههم القلق والخوف من المجهول الذي ينتظرهم في حال صدقت ظنونهم ومخاوفهم. وليس الخوف من المواطنين صدقوا ذلك أم لم يصدقوه ؛ فواقع الحال هو المعيار في هذا الجانب وثبات الأسعار واستقرارها خلال الأيام القادمة كفيل بتبديد تلك الشائعات ؛ إن كانت فعلاً شائعات ، ولكن الخوف كل الخوف أن هناك من يصدقوا ذلك من تجار وملاك عقارات و أصحاب بقالات وغيرهم فيسارعون إلى تقديم جرعتهم قبل جرعة الحكومة، والخوف أيضاً أن تصدق الحكومة وتقتفي أثر من سبقوها وتعمل بعملهم، غير أن حكومتنا لن ترضى أبداً أن تخيب ظن مواطنيها، حتى لايشعروا بأنها بعيدة عنهم خصوصاً في هذه الأمور الهامة والحساسة جداً. إلاَّ أن ماجعلني أشاركهم الخوف والقلق من مصير مجهول ينتظر الجميع ومما زاد خوفي وقلقي تلك المقولة التي خطرت على بالي وقفزت إلى ذاكرتي من عالم النسيان وأنا أستمع لحديث بعض الركاب في الحافلة.. هذه المقولة المقلقة والمفزعة تقول «ألسنة الناس أقلام القدرة إن خيراً فخير وإن شراً فشر» فهل ستصدق هذه المقولة وإن كنا نتمنى عكس ذلك.