لم يكن تاريخ الثامن من فبراير من العام 1968م تاريخاً هامشياً لا مدلولات له ولا أثر في تاريخ اليمن الجمهوري، ففي هذا التاريخ سطّر الشرفاء من أبناء قواتنا المسلحة ومعهم كتائب القبائل المتطوعة من كل محافظات الجمهورية ملحمة من البطولة والتضحية والفداء عندما أسقطوا الحصار الجائر الذي فرضته الزمرة الرجعية التي سعت للانقضاض على الثورة والجمهورية على مدينة صنعاء ، بهدف العودة إلى النظام الملكي الإمامي الكهنوتي البغيض، واستمرت نحو سبعين يوماً مطبقةً الخناق على مدينة سام قاطعة على سكانها الإمدادات والتموينات. ٭ ملحمة السبعين يوماً أرّخت لبطولات وتضحيات ساقها العديد من الأبطال ممن حملوا روحهم على راحاتهم وقدموا أنفسهم فداء للحرية والانعتاق من حكم الجبروت الإمامي وطاغوته ،وكان لهم شرف فك الحصار ومطاردة فلول الحكم الرجعي وأذياله التي حاولت تعكير صفو الأمن والاستقرار في عدد من مناطق الجمهورية، فوقفوا لهم كالطود الشامخ وطهروا البلاد من أرذالهم وحملوا البلاد نحو آفاق جديدة تؤرخ لمرحلة جديدة في تاريخ اليمن القائمة على النمو والتطور والازدهار. ٭ وكم هو جميل أن تحتفي بلادنا بهذه المناسبة العظيمة في ذكراها الأربعين من خلال إقامة الندوة التاريخية حول حصار السبعين التي تنظمها دائرة التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع بمشاركة كافة الرموز النضالية التي أسهمت في فك الحصار ودحر قوى الإمامة والملكية والذين توافدوا إلى العاصمة صنعاء للمشاركة في هذه الفعالية التي تقام تحت رعاية فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي حرص على الالتقاء بقادة ورموز هذه الملحمة البطولية ، معبراً عن تقدير واحترام القيادة السياسية لأدوارهم النضالية وتضحياتهم الغالية التي ستظل محط فخر واعتزاز وإجلال كل أبناء يمن الحكمة والإيمان. ٭ وليس بغريب على فخامته حرصه على الالتقاء بالمناضلين وتلمس أوضاعهم وتوجيهاته المستمرة بتحسين ظروفهم المادية والمعيشية ومتابعته المستمرة لحالتهم الصحية من خلال زيارتهم في منازلهم أو في المستشفيات وما يوليه لهم من رعاية واهتمام وكذا حرصه على الاستفادة من خبراتهم والأخذ بمشورتهم وآرائهم ومقترحاتهم التي تصب في جانب المصلحة العليا للوطن. ٭ إن احتضان مدينة صنعاء لهذه الفعالية يمثل استذكاراً للمآثر والتضحيات والبطولات العظيمة التي سطرها هؤلاء الأبطال الأشاوس والتي ستظل خالدة في ذاكرة الجميع لعظمة دلالاتها والدور الذي لعبته هذه الملحمة في تجذير وترسيخ دعائم.النظام الجمهوري الذي مثلت مدينة صنعاء منطلقاً لبلورته وتحقيقه على أرض الواقع ، كحقيقة معاشة يلمسها وينعم بخيراتها كل أبناء الشعب من أقصاه إلى أقصاه. ٭ وما أحوجنا اليوم ونحن نطالع سطور البطولة لملحمة السبعين ونستمع ونشاهد الكثير ممن كان لهم شرف كسر الحصار أن نستلهم من أدوارهم وعطائهم الوطني الكبير أبلغ العظات والعبر والتي تقودنا إلى السير على نهجهم والمضي بعزيمة واقتدار في درب النضال والبطولة والفداء ، للذود عن حمى الوطن الغالي وحماية مكتسباته العظيمة ومآثره الخالدة التي تحتم علينا أن نحافظ عليها بحدقات عيوننا وفاءً لعطاءات وتضحيات هؤلاء الأبطال الذين سيذكرهم التاريخ في صفحات العز والبطولة والفداء، وسيكتب لهم ذلك بأحرف من نور. ٭ وفي الأخير كلمة شكر لدائرة التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع لإحيائها هذه الذكرى الغالية ومبادرتها الأكثر جمالاً في جمع كافة أبطال ملحمة السبعين تحت سقف واحد ، يتبادلون الأحاديث ويحاكون الذكريات والأيام الخوالي، وهي لفتة كريمة أتمنى أن تسود داخل القطاعات والمؤسسات والدوائر الحكومية، والأمنيات لهذه الندوة النجاح والتوفيق والخروج بنتائج وتوصيات ومقررات تحكي عظمة هذه الملحمة التاريخية وتسهم في توثيق كل التفصيلات والمعلومات الدقيقة التي تتعلق بها والتي جاد بها المشاركون في فعاليات الندوة.