هذا الصدأ هو عنوان مصيبة قادمة على القمح تحديداً ،وبقية محاصيل الحبوب لن تكون بمنأى عنه،والمصائب من هذا النوع تصيب الإنسان أولاً وأخيراً،وإن كان المُصاب هو القمح في ظاهر الحال،و،العياذ بالله من كل المصائب. هذا الصدأ القاتل للقمح يسببه فطر ظهر أول مرة في أفريقيا وفي دولة «يوغندا» على وجه التحديد ، وهناك ظهرت أعراض الإصابة على القمح وقد أطلق على هذا الفطر اسم «ug99» يوجي 99،وكما نرى فهذا الإسم جاء من الحرفين الأول والثاني من لفظ يوغندا بالانجليزية«uganda». يقول أصحاب الاختصاص أو التخصص أن سلالة هذا الفطر القاتل لم تكن معروفة من قبل ولم يستبعد هؤلاء أن يكون هذا الفطر قد جرت عملية عزله أو إنتاجه واكثاره معملياً ليُستخدم في الحروب الاقتصادية بصورة أو بأخرى. حسب ما تقتضيه مصالح الدول المنتجة للقمح ولتفادي المنافسة من دول أخرى تعمل على انتاج القمح للاكتفاء الذاتي منه...وفي كل الأحوال لايُستبعد أن يكون هذا الفطر بداية حرب اقتصادية سوف تجتاح العالم في قادم الأيام بحيث تعمد بعض الدول لانتاج اصناف قمح مقاومة لهذا الفطر ،الصدأ الناتج عنه لتبقى هي المصدر الوحيد لتزويد الدول الأخرى ببذور الاصناف المقاومة وبذلك يمكنها التحكم بالانتاج على النحو الذي تختاره وتحدده..ولانستبعد أن تكون العملية هذه خارج نطاق كل الاحتمالات السابقة وأن ظهور هذا الفطر لاعلاقة له بتصرفات الإنسان ونواياه السيئة غير أن هذا الطرح الأخير لا ينفي ولايقلل من حجم الكارثة التي قد تحدث فيما لو استشرى هذا الفطر وانتشر في مزارع القمح،واستطاع أن يصيب مختلف الاصناف. مايهمني ويهم كل الناس في بلادنا وما يخيفنا جميعاً هي تلك الأخبار القادمة من تهامة ومن المحطة الاقليمية للبحوث تحديداً والتي تقول إن تجربة خطيرة قد أجريت هناك لغرض معرفة ما إذا كان هذا الفطر قد وصل إلى بلادنا عبر البحر قادماً من افريقيا،حيث جرت عملية الاختبار بزراعة اصناف كثيرة محلية وعالمية لمعرفة مدى مقاومة تلك الاصناف للاصابة بهذا المرض القاتل وامكانية انتقاله إلى مناطق اخرى... لن نصدق مطلقاً أن هذا الفطر قد أطلق بصورة متعمدة لمعرفة الأصناف المقاومة للاصابة من الاصناف غير المقاومة..لن نصدق هذه الأخبار لأن عملاً كهذا إن تم فهو ضرب من الجنون وغياب المسئولية واستعجال الكارثة قبل وصولها!! لن نصدق هذا القول الذي أضاف أن أصنافاً عديدة قد ظهرت عليها أعراض الإصابة نتيجة إطلاق هذا الفطر في حقول التجربة،وهو أمر متوقع بالنظر إلى عدد الأصناف التي زُرعت في التجربة..لن نصدق ولانريد أن نصدق هذا الكلام وأيدينا على قلوبنا مخافة أن يصدق هذا الكلام،لأن هناك أسئلة لن نجد لها جواباً وهي أسئلة كثيرة تبدأ بالأكثر خطورة وهي: هل وصل بنا الجنون إلى هذا الحد الذي يسمح باستقدام هذا الفطر قصداً وإطلاقه في الحقول حيث لايمكن السيطرة عليه بعد ذلك ونكون قد أطلقنا الكارثة على انفسنا؟وهل يمكن لعاقل أن يقبل أن تُجرى مثل هذه التجارب في بلده ويحدث بعد ذلك مايحدث؟؟ ثم يأتي سؤال آخر وهو: ماالفائدة المرجوة من هكذا تجربة سواء ظهرت أعراض الإصابة أم لم تظهر وهي بالتأكيد سوف تظهر؟؟ لماذا نُجرب أصناف غيرنا في بلادنا نحن ولم يجربوها هم في بلدانهم؟ ثم دعونا نفترض جدلاً أن تلك الأصناف التي زُرعت في أرض التجربة هي من أجل معرفة ما إذا كان هذا الفطر القاتل قد عبر البحر أم لم يعبر بعد وجرت التجربة بصورة طبيعية أي لم يُطلق الفطر بفعل فاعل؟ لنفترض هذا الأمر الذي قد يقوله أحد القائمين على محطة البحوث الزراعية في تهامة لكن لماذا نختبر أصناف غيرنا ،بينما لايهمنا سوى الأصناف المحلية والاصناف التي تزرع في المناطق المختلفة من الجمهورية اليمنية؟؟ ?كل تلك الأسئلة تحتاج لأجوبة عاقلة ونحتاج نحن لأن نتنبه لعملية من هذا النوع التي قد تؤدي إلى كارثة بكل المقاييس وبنفس الوقت ننتظر أن نسمع حقيقة ماجرى في هذا الجانب وحتى ذلك الوقت سوف تبقى أيادينا على قلوبنا خوفاً وقلقاً،وإن قيل بأن هذه التجربة قد جرت بالتعاون مع منظمة «إيكاردا» لأننا إذا لم نحرص على أنفسنا فلن تحرص علينا «ايكاردا» ولاغيرها...!!