الجمهورية اليمنية حددت موقفها في المؤتمر البرلماني الدولي، وأكدت ثبات هذا الموقف تجاه السلام في الشرق الأوسط.. وهو موقف دائم وثابت.. فالسلام هو خيار وحيد لا ثاني له شريطة أن يكون سلاماً حقيقياً لا يقوم إلا على العدل والحق. لقد أكدت كلمة اليمن أن السلام في الشرق الأوسط، وانتهاء الصراع العربي - الصهيوني لا يمكن ويستحيل تحققه إلا باستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه وإقامة دولته بعاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية التي يجب أن يتولى المجتمع الدولي ضغوطه ومسؤولياته تجاه تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بالقضية العربية الفلسطينية، ودون ذلك فإن السلام الذي يعتقد الكيان الصهيوني، ومن ورائه الغرب الداعم والمساند والمؤيد لسياسته، يمكن أن يتحقق بالقوة، وتحت وطأة الإرهاب العسكري الصهيوني للفلسطينيين.. إنما هو حلم ووهم صهيوني بعيد المنال. هذا الموقف اليمني ينطبق على السلام في أي مكان من العالم، لأن من حق أي شعب في العالم أن يتمتع على أرضه بالسلام والأمن والاستقرار.. أي أن بلادنا أيضاً يهمها السلام العالمي، وهو سلام كما ترى اليمن غير ممكن في ظل العلاقات والسياسات الدولية القائمة، والتي يغلب عليها الظلم والعنصرية والتمييز والتهديد والقهر والإرهاب الفكري والإعلامي والاحتلال واستخدام القوة والعنف ضد شعوب العالم النامي من قبل العالم الذي يدعي التقدم والحضارية والرقي. إن قوى النظام الدولي الجديد «العولمة» بسياساتها مع شعوب العالم قوضت السلام الدولي، وأدت إلى وقوع العالم تحت طائلة الإرهاب والخوف، وهما نتيجة من نتائج النظام العالمي الذي لم يحترم حقوق الآخرين، وكذا خياراتهم، وسيادتهم، واستقلالهم، مما أدى إلى نشوء منظمات وحركات غير رسمية لمواجهة النظام العالمي وسياساته اللاإنسانية والإفقارية والتجويعية لشعوب العالم.. فحيثما سيذهب النظام العالمي لن يجد الأمن والاستسلام، ولن يجد السلام، بل سيجد المقاومة والعنف، ولن يخضع العالم ويقبل إلا بسلام عادل، وبعلاقات دولية تقوم على الندية والمساواة والحق والخير واحترام الشعوب وعدم انتهاك سيادتها واستقلالها.. لذا فاليمن ترى السلام من خلال إصلاح النظام الدولي.