اليوم.. وفي مؤتمر صنعاء، حول الديمقراطية، والإصلاح السياسي.. وهو مؤتمر دولي.. يضم وفوداً من جميع العالم.. وقد تابعت كلمة الأخ الرئيس «صالح» في المؤتمر يوم الأحد والذي تابع معي ذلك يلاحظ مدى قوة وشفافية وصراحة الأخ الرئيس إلى المؤتمرين.. حين أكد أن العدل هو أساس الاستقرار والأمن، والعدل أساس الحرية والديمقراطية، والإصلاح السياسي.. ويصعب جداً أن نسوق الديمقراطية على شعوب العالم.. لأن الديمقراطية إذا لم تكن من إنتاج الشعوب نفسها لا يمكن أن تكون ديمقراطية كاملة، وستكون ديمقراطية بمقدار وفي حدود ما يريده المسوق.. فقبل تسويق الديمقراطية، والإصلاح السياسي على المجتمع الدولي، وقواه الكبرى، والمؤثرة أن تحقق العدل والحق في العلاقات الدولية. لقد كان الأخ الرئيس واضحاَ، صريحاً مع المؤتمر، وهو يدعو القوى الكبرى والمؤثرة، التي تسوق للديمقراطية إلى احترام حقوق الشعوب، وحقها في تقرير مصيرها، واحترام حقوق الإنسان، والتعامل مع القضايا الدولية بعدل ومساواة، دون تفريق، أو تمييز.. والاعتراف بحق أي شعب أن يناضل ويحارب ويكافح من أجل حريته وسيادته واستقلاله حسب القوانين والمواثيق الدولية ضد أي محتل أو معتدٍ.. مشيراً إلى شرعية وقانونية نضال الشعب الفلسطيني ضد الغزاة الصهاينة، ولا شرعية للوجود الصهيوني في فلسطين. إن نقداً قاسياً قد وجهه الأخ الرئيس «صالح» في كلمته إلى المؤتمر حول الديمقراطية والإصلاح السياسي للقوى الكبرى، وللمجتمع الدولي الذي يتجاهل كل القرارات الأممية ضد العصابات الصهيونية، ويتجاهل كل المجازر الوحشية، واللاإنسانية التي ترتكبها الآلة العسكرية الصهيونية.. بينما نجد من القوى الكبرى التي تتكلم وتسوق الديمقراطية، وتدعي انتصارها للحرية وحقوق الإنسان تتهم الشعب الفلسطيني بالإرهاب، وتدعم وتساند مادياً وسياسياً وعسكرياً الكيان الصهيوني الغاصب، وتطالب الفلسطينيين أن يعترفوا بالغزاة الغاصبين، وأن يتخلوا عن المقاومة، والسلاح.. ويسلموا بما يريد المعتدي الغازي الغاصب. إن القوى الكبرى، والمجتمع الدولي قبل أن يتحدثوا عن الديمقراطية والحرية، وحقوق الإنسان يجب أن يحققوا العدل والحق والمساواة في التعامل مع القضايا الدولية، وفي طليعتها قضية الشعب العربي الفلسطيني الذي لن تصدق القوى الكبرى وبالذات الولاياتالمتحدة في تسويق الديمقراطية والإصلاح السياسي ما لم تصدق وتعدل في حل قضية الشعب العربي الفلسطيني وفقاً للقرارات الأممية، وتخضع العصابات الصهيونية بالقوة ودون شروط لقرارات مجلس الأمن، وبعد ذلك تسوق ديمقراطيتها فكرياً وثقافياً وتترك للشعوب حق الاختيار والنضال من أجل الديمقراطية والإصلاح السياسي.. بدلاً من أن تسوق الديمقراطية والإصلاح على ظهور الدبابات، والصورايخ الموجهة من فوق البوارج البحرية، ومن خلال الغزو والاحتلال والقتل لأبناء الشعوب. هكذا جاء في كلمة الأخ الرئيس في مؤتمر الديمقراطية والإصلاح السياسي ليعكس سلامة وصوابية وعدالة السياسة اليمنية وإنسانيتها.. فبوركت من رئيس وقائد.. والله معك.