تعددت أسباب السرطان وكثرت إلى حد الرعب وأصبح الواحد منا من كثرة مايرى ويسمع عن اعداد المصابين بهذا المرض يظن أنه يعيش في بيئة تزيد فيها الأسباب كل يوم بعدد الاصابات التي تظهر وهو عدد ليس هيناً ولا سهلاً بكل المقاييس.لم يستثن هذا المرض صغيراً ولا كبيراً وهو أمر يبعث على القلق والخوف والحزن معاً وأكثر من هذا ينتابك حين ترى مصاباً يصارع المرض في معركة غير متكافئة وترى المريض وقد تراجعت قواه وبدأ يستسلم للنتيجة الحتمية المؤلمة وهي الموت حين يفشل الاطباء والدواء في كبح جماح المرض، وكثيراً مايحدث هذا الفشل والله وحده هو القادر على انقاذ المريض وعداه تبقى الأمور كلها مجرد محاولات يقوم بها الانسان من باب الأخذ بالأسباب. وصل أحد المصابين بهذا المرض المرعب القاتل إلى مركز علاج الأورام والأمل يحدوه والأمنيات تغمر أوقاته وأوقات أهله وأحبته بأن يكون الورم الذي في جوفه حميداً، وأن يفلح الطب والاطباء في وقف زحف هذا الورم الذي بدا أنه قد استشرى وانتشر وأوشك على إحكام قبضته على كامل رئتي المصاب الذي بدوره لم يكن يعلم رغم الألم والمعاناة أن الأمر قد وصل إلى هذا الحد من الخطورة، فقد ظل واقفاً يقاوم الألم وحبال الأمل في يديه تمنحه قوة وصلابة وترسم له ملامح الزمن القادم كمايراه ويتمناه، لكن هذا لم يستمر طويلاً بعد وصوله إلى مركز علاج الأورام عندما سأله الأطباء لماذا تأخرت ؟ لماذا لم تأت إلى هنا من البداية ؟ كانت هذه الأسئلة فوق ماتبقى من قوة التحمل والصبر عنده ولم يجد لها من الأجوبة سوى الحقيقة الأكثر مرارة من كل مر وعلقم حين أغمض عينيه ثم فتحهما وقد أصفر لونه خوفاً وألماً ثم قال الظروف: هي التي منعتني من الذهاب إلى المستشفى.. نعم هي الظروف السيئة هو الفقر الذي وقف في طريقه نحو العلاج المبكر. ومن يسمع جواباً كهذا من مريض كهذا تتحول أوقاته إلى حزن وألم ويحس بمرارة الدنيا تسري في عروقه ولسانه، كيف أن الفقر يدفع بالانسان ليتصالح مع الألم ومع المرض ولو كان من النوع الخبيث ؟ لأنه أي المريض الفقير كان كلما فكر بالذهاب إلى المستشفى للعلاج تتدخل متطلبات الحياة له ولأطفاله وعددهم ثمانية في حالة المريض الذي أتحدث عنه الآن، ليجد نفسه بين أمرين أحلاهما الألم الذي يعانيه ويصرخ من شدته إلى درجة الغيبوبة وفي مقابل هذا لا يملك دنياراً ولا درهماً وكل مايقدر عليه بعد جهد ومعاناة وذل هو أن يوفر ثمن لقمة العيش بأدنى مستوياتها لأطفال يموت من حسرته وحزنه عليهم كل يوم ألف مرة ولم يجد أمام كل هذا البؤس سوى احتمال الألم وعندما تجاوز هذا الألم حدود الصبر ذهب إلى مركز علاج الأورام على أمل أن يعود إلى أطفاله، وفي المركز جرى استقباله بتلك الاسئلة ليدرك هو ومن جاء معه أنه جاء بعد فوات الأوان ولا أمل في الدواء وبالتالي لا أمل في العودة إلى من يريد العودة إليهم والعيش من أجلهم.. وبعد سماعه اسئلة الاطباء وعتابهم له وماكان ينبغي لهم أن يعاتبوه انهارت قواه ولم تعد قدماه قادرتين على حمل جسمه الذي صار نحيلاً بفعل المرض وتدهورت حالته بسرعة قياسية ليرحل إلى جوار ربه بعد أيام قليلة جداً من وصوله إلى مركز الأورام تاركاً بعده الجواب المر الذي أجاب به على اسئلة الاطباء عن سبب تأخره عندما قال : انها الظروف ونحن نعلم جميعاً كم هم ضحايا الظروف المعيشية السيئة التي تجبر الكثير من الناس على التصالح مع آلامهم وعلاتهم ولو كانت ورماً سرطانياً.. وتكون النتيجة أن يموت المريض ويترك خلفه حكايات عديدة من البؤس والأسى بعدد من يتركهم من الاطفال وغيرهم وكان عائلهم الوحيد. والخلاصة أن لهذا المرض الخبيث القاتل أعواناً من الناس هم اولئك الذين يتسببون في إصابة غيرهم بهذا المرض من خلال الأسباب التي تأتي في مقدمتها السموم والكيماويات التي تعامل بها النباتات من فواكه وخضروات وحبوب وغيرها من الأغذية خلافاً للشروط الصحية لتكون النتيجة المزيد من حالات السرطان بفعل هذه السموم والمزيد من الضحايا والمزيد من اليتامى والأرامل والاحزان والمتاعب.. !!!