إن الساحة التعليمية في هذا الوطن تزخر بالكثير من المخلصين القادرين على الإبداع وخلق طرق جديدة تحرك الركود والجمود الذي آلت إليه العملية التعليمية في السنوات الأخيرة. وتبقى الإشكالية في عدم الاستفادة من تجارب أولئك المخلصين في النصف الأول من العام الدراسي الحالي وفي مدارس المنطقة التعليمية بمديرية صنعاء القديمة كانت هناك تجربة تعليمية رائدة في مجال الاختبارات النهائية للنصف الدراسي الأول.. دعا إليها الأستاذ/عمر عبدالله مدير المنطقة التعليمية بمديرية صنعاء القديمة. المتمثلة في توحيد الاختبارات لمدارس المنطقة التعليمية والبالغ عددها ثماني مدارس.. حيث خضعت هذه المدارس ولأول مرة في تاريخ التعليم في بلادنا حسب معلوماتي لتجربة الاختبارات الموحدة التي سنها الأستاذ الفاضل/عمر عبدالله والتي أعدها مجموعة من معلمي المواد في المدارس التي خضعت للتجربة وكان المشرفون على الكنترول مجموعة من الموجهين في المنطقة. إن هذه التجربة لو عممت بعد أن أثبتت نجاحها الباهر في المدارس التي شملتها ستعيد للاختبارات هيبتها المفقودة، وستحدث تغييراً إيجابياً في العملية التعليمية.. لكن المشكلة أن وزارة التربية والتعليم منشغلة بالمدارس الخاصة ودوامها.. لا أعرف لماذا كل هذه «الحنية» بيوم الخميس في المدارس الخاصة على الرغم من أن هذا اليوم يوم لطيف جداً ورومانسي جداً والجميع يحبه.. حتى إن تلاميذي الصغار يسألوني كل سبت اليوم خميس يا أستاذة«....» طيب متى يجي الخميس».. ولكن الوزارة ترى غير ذلك. قبل حوالي شهرين أصدرت الوزارة قراراً يقضي بأن يوم الخميس يوم اجازة للمدارس التي ترغب بذلك بشروط طبعاً ، وفي تاريخ 1/4/2008م أصدرت تعميماً وزع على المدارس الخاصة ينص هذا التعميم على أن الوزارة «بطلت» وقررت بأن يكون يوم الخميس يوم دوام رسمي كامل في جميع المدارس الخاصة..!! وكأن العاملين في المدارس الخاصة آلات مزودة بجهاز تحكم عن بعد، حيث لم تضع الوزارة أي اعتبار للجدول الذي تم تغييره تبعاً للقرار الأول ومايحدث ذلك من إرباك للمعلم والتلميذ أيضاً فقط لو أن القرارات الوزارية تصدر قبل الشروع في«تخزين القات» لكان ذلك أفضل بكثير.. حيث إن على وزارتنا أن تدرك أن القرارات لا بد أن تجهز وتدرس في الاجازة الصيفية وتصدر بل وتقذف في بداية العام الدراسي حتى تسير العملية التعليمية بهدوء وفق خطة مدروسة لا قرارات «تقشيشية» ويبقى كلهم عيالنا سواء في المدارس الخاصة أو الحكومية.