- أكدت جماهير الشعب من خلال التفاعل اللامحدود مع قرار انتخاب المحافظين المزمع إقامتها السبت القادم أن الديمقراطية أخذت مكانها بقوة على الواقع المعيش، وأصبحت الخيار الأوحد لنظام الحكم، ولا يمكن التراجع عنه مهما بلغ حجم المؤامرات والتحديات. لقد عكست جماهير الشعب من خلال موقفها الواضح والجلي من هذه الخطوة الجريئة والشجاعة قدرتها على التفاعل الجاد والمسؤول مع كل الإجراءات والخطوات الرامية إلى تعزيز المشاركة الشعبية في الحكم، وتجاوز كل تخوم الشك والتشكيك وكل الدعوات المغرضة التي تحاول النيل من الهامش الديمقراطي المتاح.. وأكدت في الوقت نفسه أن التنافس من أجل السلطة لايقوم على ديمقراطية شكلية أو زائفة وليس عبر أساليب الرفض والتعطيل والهروب، وإنما بديمقراطية حقيقية غايتها الاستمرار في عملية الإصلاحات الشاملة، وهدفها البناء دونه شيء آخر.. - إن انتخاب المحافظين كما أكد فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في برنامجه الانتخابي الذي حاز بموجبه على ثقة جماهير الشعب أو في مبادرته للإصلاحات الشاملة التي قدمها في سبتمبر 2007م تعد الخطوة الأولى للانتقال إلى حكم محلي واسع الصلاحيات.. وانطلاقاً من هذه الرؤية الواضحة الهادفة في الاساس إلى إرساء دعائم المستقبل يتعين ليس فقط على أعضاء المجالس المحلية في المحافظات والمديريات التفاعل الجاد والمسؤول معها بل يتعين ذلك على جميع أبناء الشعب لاسيما وأن هذا الحدث الديمقراطي الشعبي الفريد من نوعه في المنطقة كاملة يأتي في ظل احتفائنا بالعيد الوطني ال18 لإعادة تحقيق الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية.. ويتعلق في الأول والأخير بعملية التنمية المحلية وتجاوز كل الإشكالات التي تعيقها وتواجهها بين الحين والآخر.. - الانطلاق نحو المستقبل وتحقيق التغيير المنشود غايتنا جميعاً.. ولن نصل إلى المستقبل المنشود والتغيير المطلوب باتباع سياسات حمقاء تدعو إلى الانقلاب على الديمقراطية واتباع أساليب الرفض والمقاطعة وإنما باتباع أساليب تفرق بين ما ينفع الناس ويبقى وبين الزبد الذي يذهب جفاءً غير مأسوف عليه.. ولعل أهم الضرورات التي ينبغي التأكيد عليها في هذا الوقت الذي تقترب فيه عقارب الزمن من موعد الاستحقاق الانتخابي للمحافظين في عموم محافظات الجمهورية تتمثل بمخاطبة أبناء الشعب بخطاب عقلاني يستوعب هموم الراهن الوطني ومقتضيات صياغة المستقبل. خطاب يفرق بين الحقائق والأوهام ويعري كل أساليب الزيف والتضليل التي تعتمدها بعض قوى المعارضة لاسيما أحزاب اللقاء المشترك التي اتخذت قرار المقاطعة بصورة ارتجالية وشمولية.. لم تراع فيها أبسط تقاليد العمل الحزبي ولم يكن هناك أي حضور لقيم الديمقراطية الداخلية التي تلزمها بمناقشة هذا الموقف مع تكويناتها وأطرها قبل اتخاذه والإصرار عليه وأكبر دليل على ذلك موقف قيادات فروعهم في محافظة الضالع.. وكيف تم تغيير قناعاتها والتأثير عليها بالقوة !!.. - إن قرار انتخاب المحافظين لايعني حزباً بذاته بل جميع أبناء الوطن وكان يتعين على أحزاب المشترك التأني والتفكير المسبق قبل اتخاذ موقف المقاطعة والهروب.. ويقيناً فإن المستقبل هو الكفيل في كشف خطأ هذا الموقف من الديمقراطية ومن التنمية والحكم المحلي عموماً.. ويكفي أن نقول ونحن نستقبل قدوم هذا الحدث الديمقراطي الجديد مع وقع أجراس احتفالاتنا بأعياد الوحدة المباركة هنيئاً لنا كل الانتصارات الديمقراطية والتنموية التي تحققت على مدى ال18 عاماً الماضية. هنيئاً لنا هذا النهج الواضح الذي لن تفلح دعوات التعطيل في التأثير عليه مطلقاً.. وكل عام والوطن بألف خير..