في شهر ربيع الثاني عام 0141ه الموافق 42 نوفمبر 9891م وقبل خمسة أيام على توقيعه اتفاق عدن التاريخي، وقف فخامة الأخ الرئيس المعلم حفظه الله أمام الدورة الاستثنائية الثانية للجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام ليقول بصريح العبارة :إن الطريق السوي لقيام الوحدة اليمنية ينبغي أن يسير في اتجاه الوحدة الاندماجية وإن هذه الوحدة ينبغي أن تقترن بالديمقراطية. وفي فندق «جولدمور» بعدن كان هذا الطريق الذي اختطه الأخ الرئيس، يتطلب شجاعة استثنائية وموقفاً حازماً للتمسك بالوحدة الاندماجية في مواجهة خياري «الفيدرالية» والكونفدرالية» وكان له ذلك مستنداً ، في محاججته إلى حقائق ووقائع تاريخية كونت الإرث السياسي الوحدوي لليمن منذ ما قبل الميلاد ثم على امتداد فجر الإسلام ، فعهود الخلافة الإسلامية وباستثناء فترات قصيرة من التجزئة لم ينقطع ذلك التاريخ الوحدوي إلا في عهد الأتراك في الشمال والاحتلال البريطاني في الجنوب. وبقيام الجمهورية اليمنية في 22 مايو 90م أعلن الرئيس صالح التعددية السياسية الحزبية، وحرية الرأي والصحافة على طريق التحول صوب النهج الديمقراطي الذي اثمر بالفعل أول تجربة ديمقراطية بانتخابات ابريل 39م البرلمانية لتتوالى بعدها خيرات الوحدة والديمقراطية والتنمية بفضل الرؤى والتوجه الصائب لفخامة الأخ الرئيس «حفظه الله». في العيد الوطني الثالث عشر ، ومن باب استقراء دروس وعبر تاريخ وحدتنا اليمنية، وفي سياق الدليل على صوابية النهج الذي حقق به فخامة الأخ الرئيس الوحدة وعزز من مداميكها وتطورها، قال الدكتور عبدالكريم الارياني ، في مقابلة ضافية ل«26 سبتمبر» لعددها «9601» الصادر في 22 مايو 3002م ، قال : «والآن بنظرة إلى الوراء لو نمت وحدة فيدرالية لكان من السهل تمزيقها، ولو لم تكن مقرونة بالديمقراطية لكان أيضاً من السهل تمزيق الوحدة اليمنية». واليوم .. ونحن نحتفل بالذكرى ال«18» لإعادة تحقيق الوحدة ونحتفي كذلك في بحر احتفالاتنا هذه بنجاح الدورة الأولى لانتخاب المحافظين كخطوة ديمقراطية باتجاه نظام الحكم المحلي تتعزز بجلاء حكمة الأخ الرئيس وصوابية نظرته الثاقبة والمستشرفة دائماً برؤية استباقية تستوعب المعطيات وتستقرئ المتغيرات وهو يؤسس للوحدة ويشترط اقترانها بالنهج الديمقراطي ، بل وهو يحرص على عدم التأخر في اعلانها وإلى هذا أشار الأخ الدكتور الإرياني «في ذات المقابلة السابقة»: إن إعلان الوحدة لو تأخر عن 22 مايو 0991م لتدخلت قوى داخلية وخارجية لإجهاضها. ومن هنا يتأكد لنا يوماً إثر يوم أن حكمة وحنكة واقتدار الزعيم المعلم على بناء وطن الثاني والعشرين من مايو وتعزيز نسيج وحدته الوطنية والذود عن مكاسبه وإنجازاته ونهجه الديمقراطي ، كل ذلك قطع الطريق أمام محاولات قوى الداخل والخارج لتمزيق الوحدة اليمنية بكل الطرق والوسائل وأفشل خططهم ولا يزال الوطن تحت قيادته الحكيمة بمرصاد لمن يحاول المساس بهذا المنجز العظيم .