قاتل الله البطالة كم صنعت من أبطال.. وفي الأمثال «الفاضي يعمل نفسه قاضي» وللعدالة العزاء! ورحم الله «الحرية» كم أنجبت من متسلطين يسترقونها جارية ويهتكون عرضها باسم الحرية.. لا غير! أن أكتب أنا عنواناً عاماً ومباشراً «عودة إلى الحرابة الفكرية»، فهذا ضد «الصفات الحميدة والأخلاق العالية» كما اهتدى أحدهم يعمل مديراً لإعلام وعلاقات وزارة الوعظ والوقف الشرعي، بل وهذا ضد «الحرية» على ما أفتى فضيلة المدير المرشد. ولكن أن يتقطع لرأيك هو من دون مناسبة ويصدر حكمه عليك ب«الزور والبهتان والظلم والعدوان» لأنك كتبت رأياً في قضية عامة لا خاصة، ومن ثم يهديه إعجابه الشديد بنفسه إلى إدانة رأيك واعتباره «تهديداً ووعيداً» واعتبارك من «المشككين المرجفين ومرضى القلوب والنفوس»، فهذه هي غاية الأخلاق والصفات الحميدة التي يبشرنا بها الواعظ المدير عافاه الله، وكان الله في عون الأخلاق! أعلم أن أخانا شهاب المحمدي يبحث ولا يزال عن فرصة لاستعراض عضلات الخطابة وإثبات ولائه الشديد لجناح بعينه في الوزارة والمرجعية الحزبية وهو يتصدى لمهام ثأرية على خلفية قضايا ومواضيع سابقة عمرها أكثر من عام ونصف بالنيابة عن «الإخوان» الذين لم ينسوا لي تحقيقاً صحفياً رزيناً أطاح بأحلامهم واستتبع قراراً جمهورياً بخمسة وكلاء للوزارة المذكورة دفعة واحدة. من سوء حظ المحمدي أنه لم يستطع أن يكتم هذا الأمر وتلك الحيثيات، وموضوعه الأخير بالأمس ينضح بتلك الخصومة حتى أنه ذكّرنا بالموضوع وأجهش بالجفاف القاحل، إذ تحدث عن «خصومة» لي مع القاضي الهتار أو محاولتي الصيد في المياه العكرة.. وهكذا تفعل «حرية» التمسح بالوزراء والأمراء. الحق أن التحقيق المذكور لم يستهدف شخص الوزير، بل عمل الوزارة والعبث الكبير الذي كان يومها حاصلاً ومنذراً بفتنة خطيرة مع اعتقاد «الإخوان» أن دورهم قد جاء وحان.. ودعمت التحقيق بوثائق وإثباتات دامغة لم يستطع المحمدي في ردوده اليائسة يومها أن يفند واحدة أو يثبت عكسها ولا الوزارة فعلت واقترحت عليهم كفّ الوعيد والتهديد الذي نالني يومها من أكثر من هاتف وجهة والذهاب إلى القضاء لإثبات الحجة بعكس ما أوردته إذا كان ما أوردته افتراءً، ولم يفعلوا، وكان المحمدي أول الساعين إلى لملمة الخلاف بالطرق الدبلوماسية المعهودة.. إنما بعدما كان خمسة وكلاء قد أخذوا أماكنهم في الوزارة العتيدة بقرار رئاسي حكيم ألقم الفتنة حجراً كبيراً وألجمها. واليوم، وكما قلت حينها، لايزال في جعبتي الكثير من ذلك.. ولم أستكمل الملف ولا القضية بعد.. فإذا أراد المحمدي ومن وراءه أن نعيد فتح الملف والاستمرار فيه فأنا على استعداد كامل وهذا من دواعي سروري، ولن تكون هناك خطوط حمر.. والأمر الأهم أنني لن أفوت صغيرة أو كبيرة هذه المرة، حتى «البعاسس» من قبيل تدخل موظف أو «مدير» في الوزارة لمراجعين ومعاملين في قضايا مختلفة أراضي وغيرها مقابل الحصول على «المصروف» على سبيل «الهدية» ومعاذ الله أن أسميها «رشوة» أو على سبيل السلفة المؤجلة إلى يوم الدين!؟ المحمدي يعمل فيها «قاضي» ويقحم الإخوان المسلمين عنوة ويدافع عنهم من دون مسوّغ أو علاقة لهم بما كتبته، فهل الرجل مدير لإعلام الإخوان أم إعلام وزارة القاضي الهتار؟! ولأنها «البطولة» من باب البطالة لم يصعب عليه افتراض أن هناك تهديداً ووعيداً له، ولا أعلم أين وممن ومتى؟ ولماذا أصلاً إلا إذا كانت «البطحة» أكبر من الرأس؟! وأذكّره أنه من أقحم نفسه في هذا الجدل ابتداءً، وقد كان في غنى عنه ولم يطرق بابه أحد.. فليكف «الشعبطة» ببطولة ورقية. البشارة الوحيدة هي أن مدير إعلام الأوقاف ومدير تحرير مجلة الإرشاد يؤكد أن المجلة «في طريقها للصدور في أقرب وقت»، لا بل «هي شبه جاهزة» بعد عشر سنوات أو أكثر من التجهيز والإعداد للعدد «القنبلة» وإنا لمنتظرون. أما تكرمه بدعوتي للكتابة في مجلة صارت شبه جاهزة فأقبلها ولكن أين سأكتب وهي جاهزة؟ وأيضاً أنا على استعداد للكتابة ولكن ب«حرية فكرية» تغنى بها على أن يقبل التحدي وينشر ما سأكتبه كاملاً لأنني سأكتب بحرية مريحة كما يطيب لي دائماً.. ولدي للوزارة وطوابقها الستة الكثير من القضايا والملفات.. فهل يقبل ويثبت عند عنوان «الحرية الفكرية»؟! وهذه من أمور المسلمين التي أهتم بها أنا أولى من «بورما» وجزر المالديف يارجل. وأما عن القرض الذي يعرضه علي فأعرض عليه أن يسدد به بعض ديونه.. وخليها مستورة ياشهاب الدين. والرجل عافاه الله لايزال يصر إلحاحاً أم إصراراً؟ أنه لا يعرف في اليمن فقراء ويريد من يدله عليهم وسأدله وأقترح عليه أن يتبنى و«إخوانه» جامعي التبرعات فكرة مأوى للنساء اللاتي يتسولن بأطفالهن الصغار في الشوارع وجولات العاصمة وعند كل مسجد وسوق.. أولسن من المسلمين ويجب أن نهتم بأمرهن والمجتمع؟ ثم فكرة مرفق لإيواء وتأهيل المتسولين وأطفال الشوارع.. وهلم جراً.. فقط ابدأوا بهذه ونزودكم بالباقي تباعاً.. ويامن تهتم بأمور «البورميين».. أهل بيتك أحق وأوجب. شكراً لأنكم تبتسمون