أسعدني أن يكون الزميل شهاب المحمدي «شابع من بيت أبوه» ولم أكن أعرف ذلك أبداً، فضلاً عن «عز المعرفة» كما افترض هو، وأنه من بيت تجاري في تعز، فهنيئاً، ولكنني لن أطلب قرضاً الآن منه.. ربما لاحقاً أفعل! ولا أعرف لماذا يتطوع الرجل في كل مرة للتضحية بنفسه بفدائية قد تحسب عليه لا له، فلم أكن أعنيه أو أشير حتى إلى وزارة الأوقاف التي هو مدير إعلامها وعلاقاتها العامة، فلماذا شخصنها المحمدي وقصرها عليه وحده؟ يوم الخميس الماضي كتبت في هذه الزاوية عن (عودة ظاهرة: تبرعوا ل«إخوانكم المسلمين») في المساجد والمدارس وعقب الصلوات والخطب.. وكل ما في الأمر أنني تساءلت عن مأمونية وشفافية هذه العملية حتى لا تتحول إلى مادة للثراء الشخصي أو وسيلة لإيذاء المجتمع عوضاً عن دعم «إخوانكم المسلمين».. والمحمدي يسألني: «ما الضرر في ذلك؟ وهل ستقوم محتسباً عليهم»؟! ما المعقول وغير المعقول هنا؟! وربما يكون الرجل قد استشف من تقويسي ل«إخوانكم المسلمين» معنىً في بطني، فراح يندفع مدافعاً عن «الإخوان المسلمين» بطريقة غير مباشرة ولم أكن في وارد ما عنّ له. المشكلة أن المحمدي استكثر علينا الرأي وجرّمه كعادتنا به وتحمل مشقة قراءة النوايا والدفاع عن «متهمين» لا وجود لهم إلا في رأس «البطحة» التي راح يتحسسها بالنيابة عن الجيمع«!» وإذا تحدثت أنا عن «إخوانكم» المسلمين في العنوان.. جعل عنوانه يتحدث عن «الإبل» ولا أعرف وجه المقاربة والمقارنة؟! عمودي البسيط و«الزاحف» تحول في عريضة اتهامات المحمدي إلى «زوراًَ وبهتاناً وعدواناً وظلماًَ وطغياناً وتجاوزاً» وما خفي كان أعظم! هل فعلت لوحدي كل هذا؟ وهل تحوّل هو من ندع إسرائيل إليّ أنا بكل تلك الصفات والاتهامات؟! إن أردتم المواساة، فلديكم الآن التفسير العملي والموجز لقصور وغياب الوظيفة الإعلامية والعلاقات العامة بوزارة الأوقاف والإرشاد! وصدقوا أن مدير الإعلام والعلاقات بالأوقاف والإرشاد ترك عمله وذهب يجمع التبرعات عقب كل خطبة كما كتب وشهد على نفسه.. متفاخراً في عدد أمس من الغراء «الجمهورية».. هل يتساءل أحدكم الآن عن مجلة «الإرشاد» التي غابت عن الصدور في الوزارة المذكورة منذ سنوات طويلة؟ وهل مدير الإعلام والعلاقات مسئول عنها أم تراه مدير المساجد أو الوقف الشرعي؟! أو ليس الأولى به البحث عنها وتطويرها عوضاً عن التقطع للآراء وممارسة الحرابة الفكرية وجمع التبرعات من المصلين؟! ثم ما شأني أنا ب«العراق وبورما وفلسطين والشيشان وأفغانستان وكشمير ولبنان والصومال والسودان» كما خاطبني المحمدي، وأنني أزيد في جراح الأمة؟ كيف ذلك؟ وكيف نسي «كوسوفو»؟ وهل يعرف القاضي الهتار كل ذلك؟ والمحمدي لا يعرف أن في اليمن فقراء، ولو عرف لجمع لهم التبرعات، فليتصل بي لأدله عليهم مجاناً. وختم مقاله بدعوة لي لمحاربة الفساد والمفسدين، وأنا أسأله: كيف ذلك وأنت تجزم أنني أنبّه لبؤرة فساد كبيرة ومحتملة؟! شكراً لأنكم تبتسمون