فئة المهمشين أو «الأخدام» كما يسمون هم جزء لايتجزأ من شعبنا اليمني لهم حقوقهم وعليهم واجبات كأي مواطن من أبناء شعبنا وهذه الفئة تعاني الكثير من المشكلات واللامبالاة من قبل الجهات المسئولة والمجتمع وقد همشوا وانزووا في مناطق محددة تجمعهم وهذه المناطق يزداد اتساعها يوماً بعد يوم نظراً للتزايد الكبير والمتنامي في أعدادهم، ففي مدينة تعز أحصيت مايزيد عن ثلاثين منطقة خاصة بهم، وهذه المناطق تعاني الازدحام الشديد مع عدم تناسب الخدمات الضرورية مع تلك الأعداد الكبيرة وماأريد أن أقوله هنا هو ان الجهات المعنية ترى الخطر ولاتبالي به وهذا الخطر يتمثل في النمو السكاني المخيف في هذه الأحياء أو المناطق حيث يصل متوسط الإنجاب لدى الفرد الواحد في هذه المناطق إلى مابين «7 01» افراد تقريباً وهذه نسبة مخيفة ستكون لها عواقب وخيمة في المدى المتوسط والطويل فهذه الأعداد المتزايدة وبصورة كبيرة لابد وأن تتوازى معها اهتمامات الجهات المعنية من خلال وضع الخطط والبرامج لاستيعاب مثل هذه الأعداد الكبيرة أما أن تظل الأمور سائبة كماهو الحال الآن فإن المستقبل سيكون مخيفا.ً وهنا لا أريد لأحدٍ أن يفهمني خطأ بالحديث عن هذه الفئة التي ماجعلتها إلاَّ أنموذجاً حياً للنمو المخيف والمتسارع في عدد سكان بلادنا عموماً، حيث نعاني بشكل عام نسبة نمو سكاني عالية واتخذت هذه الفئة أنموذجاً لأن نسبة النمو السكاني لديها عالية جداً مقارنة بغيرها.. وفي اعتقادي أن هذه الفئة وأقصد المهمشين هم معذورون لأن نسبة الأمية بين صفوفهم تصل إلى أكثر من 59% إن لم تكن أكثر بحيث لايدركون أخطار هذه المشكلة على أنفسهم أولاً وعلى الوطن ثانياً، وقد لايدركون أن لكثرة الانجاب وزيادة عدد المواليد عواقب اقتصادية واجتماعية سيئة وهنا تتحمل الجهات المعنية والمنظمات المهتمة بالشأن السكاني المسئولية الكبيرة في الدخول والغوص في هذه المناطق والأحياء والأخذ بأيدي سكانها من خلال إقامة البرامج التوعوية المكثفة لسكانها وإبراز المساوئ والأخطار الصحية والاقتصادية والاجتماعية عليهم جراء النمو المتسارع لعدد السكان في تلك الأحياء والمناطق، ولابد أن يدخل إلى تلك الأحياء علماء الدين لإلقاء المحاضرات التوعوية التي تنميِ لدى سكان هذه المناطق الوعي بخطورة الإنجاب المتسارع على أن يمتد مثل هذا النشاط التوعوي إلى كل فئات المجتمع عبر المساجد والمدارس والأماكن العامة.. فالتقارير تشير إلى أن اليمن تعتبر من البلدان الأكثر نمواً في السكان وهذا يمثل خطراً كبيراً حيث إن النمو الاقتصادي لايتناسب مطلقاً مع النمو السكاني الهائل، كما أن الثروات الزراعية والمعدنية شحيحة لايمكن أن تلبي حاجات مثل هذا العدد من البشر.. وهنا لاندعو إلى منع الانجاب بل إلى تحديد الإنجاب وهو مالايتعارض مع الشريعة الإسلامية كما هو واضح في الكثير من الفتاوى فإذا قامت الجهات المعنية والمنظمات المدنية بدورها المطلوب فالنتيجة لابد وأن تكون إيجابية حينها سيتبدد الخوف من كارثة محققة.