صادف يوم الحادي عشر من يوليو الجاري اليوم العالمي للسكان الذي تحتفل به كافة بلدان العالم ومن ضمنها بلادنا وسنقف هنا عند احتفال بلادنا بهذا اليوم العالمي حيث اقتصرالاحتفال بهذا اليوم على الناحية الإعلامية وباستحياء، بالإضافة إلى بعض المظاهر التي لاتعطي هذه المناسبة حقها من الاهتمام كونها مناسبة من المناسبات الهامة التي يفترض أن تحتفي بها الدولة وكل المهتمين بشئون السكان بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية والعلماء بكثير من النقاشات للخروج برؤية موحدة حول مواجهة مشكلة النمو السكاني المتسارع في بلادنا، والحقيقة المرة الماثلة أمامنا والتي يجب الاعتراف بها هي أن اليمن من البلدان التي تعاني من مشكلة زيادة السكان بصورة مخيفة لاتتناسب مع النمو الاقتصادي ومع ثروات البلد المتواضعة فكلنا يعلم أن اليمن من البلدان الفقيرة لاتستطيع مواجهة متطلبات واحتياجات النمو السكاني المتزايد من خدمات صحية وتعليمية ومن بنى تحتية ولاتستطيع أيضاً استيعاب مخرجات التعليم الجامعي وغيره من التعليم المتوسط والفني والمقدرة بمئات الالآف سنوياً، النمو الكبير في السكان يفرز الكثير من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية وغيرها من المشكلات التي تؤرق مضاجع المجتمع.. من هنا فإن على الدولة والمهتمين بالمشكلة السكانية أن يجعلوا من مثل هذا اليوم مناسبة حقيقية للبحث عن أهم الحلول الهادفة إلى معالجة مشكلة النمو السكاني والتي إن ظلت قائمة كما هي اليوم فإنها سوف تلتهم الأخضر واليابس ولانبالغ إذا قلنا بأن النتائج السلبية لهذه المشكلة قد بدأت تطل برأسها في واقعنا المعيش ولا أحد منا يجهل ذلك ومن أهمها تدهور الخدمات الصحية والتعليمية وخدمات المياه ومشاكل اجتماعية أخرى كالبطالة وظواهر السرقات والتسول والكثير من الظواهر الاجتماعية. وهنا كنت أتمنى على الحكومة وفي مثل هذا اليوم أن تسخر كل أجهزتها الإعلامية وإقامة الندوات وإلزام خطباء المساجد بالعمل على خلق وعي سكاني يبن صفوف المجتمع والتركيز على المناطق والأحياء الفقيرة لنشر الوعي بين صفوف سكانها خصوصاً وأن الفئات الفقيرة هي أكثر الفئات نمواً في السكان نظراً لقلة إن لم نقل انعدام الوعي بين أفرادها لارتفاع نسبة الأمية فيها ولابد من وضع خطط وبرامج توعوية بين صفوف السكان بخطورة المشكلة السكانية على الأسرة ثم المجتمع وأعتقد أن الأجهزة المعنية بهذه المشكلة لاتؤدي دورها وواجبها كما يجب لأن المشكلة تتنامى وتتطور بينما الحلول أو أنصاف الحلول على الأقل غائبة فالفأس أصبح يقترب من الرأس ولابد من استشعار المسؤولية والخطر، لأن خطر هذه المشكلة سوف يطال الجميع وعلى حكومتنا أن تستفيد من تجارب البلدان الأخرى في الكيفية والوسائل التي اتبعتها لمعالجة المشكلة السكانية فيها.. نأمل ذلك.