كانت الصحافة ولاتزال المهنة المحببة إلى قلبي والعمل الأكثر تشويقاً وإثارة بالنسبة لي ، لأنني اعتبر الصحافة مهنة مقدسة تسهم في خدمة المجتمع ، فالكلمة هي السلاح الأكثر تأثيراً في المجتمع سلباً وإيجاباً، ولهذا وباعتقادي لابد أن يكون أصحاب هذه المهنة مميزين ومتميزين عن غيرهم باعتبارهم قادة التنوير والوعي. وإن صاحبة الجلالة لاتقبل ولا تعترف بالدخلاء والاقلام المأجورة التي تسيء لهذه المهنة ومنتسبيها كما تسيء للوطن وتعمل على بذر الشقاق وإثارة الفتن بين ابناء الوطن الواحد ، هؤلاء الدخلاء مهما تستروا وراء أقنعة الزيف والخداع فإن أقنعتهم سرعان ما ستسقط وتنكشف نواياهم ودوافعهم، ويجدون أنفسهم منبوذين ومطرودين خارج بلاط صاحبة الجلالة ، فالصحافة لأصحاب العقول النيرة والنفوس النظيفة والأيادي البيضاء والكلمة الصادقة.. ورغم أن هناك الكثير من الاقلام التي جاءت لأهداف أخرى بعيدة كل البعد عن مهنة الصحافة وغايتها النبيلة ووجدوا ومع الأسف بعض الصحف التي تروج لأفكارهم مهما كانت مضرة بالمصلحة العليا للوطن .. فمازلت أعتقد أن غالبية العاملين في مجال الصحافة هم أناس قادرون على قول الحقيقة وإيصالها للناس دون تحريف أو تزوير، وهم الوحيدون الذين لايمكن أن يقولوا غير مايرون أمامهم دون رياء أو مجاملة بغرض الكسب الرخيص وممارسة الابتزاز على حساب قضايا الوطن والمجتمع .. ومازلت أؤمن بأن أهم أولويات الصحافي وأقدس واجباته تحصين المجتمع وحمايته من ثقافة التطرف والكراهية والعنف.. وسلاحه في ذلك الكلمة الصادقة ونشر الوعي الديني والوطني وتعزيز ثقافة التسامح والمحبة والاخاء من أجل الوطن ووحدته وأمنه واستقراره.. وهنا يأتي دور نقابة الصحافيين هذا الهم الأكبر الذي تحول إلى مشكلة حقيقية لكل أبناء المهنة فالنقابة وكما هو معروف كيان يضم كل أبناء المهنة العاملين في مجال الصحافة تلم شتاتهم وتعمل على تلمس همومهم وحل مشاكلهم وتوحد بينهم .. والسؤال الذي يطرح نفسه في هذه الأيام مع اقتراب الموعد المحدد لانتخابات النقابة وفي الوقت الذي نسمع فيه إصرار الاستاذ طه نصر مصطفى على عدم الترشح مرة أخرى.. من هم المعنيون بهذه النقابة ؟ وماهي معايير الانتساب لهذه النقابة؟ حيث هناك العديد من الصحافيين العاملين في مجال الصحافة منذ سنوات، ولأن المعيار أن يكون العضو صحافياً يمارس هذه المهنة وهي مصدر رزقه.. فإنهم حرموا من الانتساب لهذه النقابة تحت مبرر المؤهل الجامعي .. وهل عليهم الانتظار أربع سنوات حتى يتمكنوا من الحصول على بطاقة عضوية في نقابة الصحافيين ؟؟ بينما تمنح العضوية لأناس ليس لهم أية علاقة بالعمل الصحفي وكل ماقاموا به كتابة بعض المواضيع ليس حباً في العمل الصحفي، ولكن من أجل الحصول على بطاقة العضوية في نقابة الصحافيين لأغراض أخرى خصوصاً في مثل هذه الأيام.. ايام الانتخابات والترشيح لمجلس النقابة؟ وفي الأخير على الجميع أن يدركوا أننا بحاجة لنقابة تلم شتاتنا وليس العكس.. فهل نأمل ذلك من أجل عيون صاحبة الجلالة ودمتم صحافيين.