الرئيس الفرنسي «نيكولاي ساركوزي» مسكون بحب المجد الإعلامي والشهرة، ولكنه أيضاً يصغي إلى أحلامه الداخلية التي تحدّثه عن إزاحة «ديغول» من مكانه في التاريخ السياسي المعاصر لفرنسا والجلوس بدلاً عنه!.. {.. في فرنسا النجومية مطلب وهواية أولى، حتى إن نجوم الفن السابع في العالم، والتصوير والرسم وعروض الأزياء وصناعة العطور وحتى الألبسة الداخلية والمياه الغازية المعبأة والرياضة، جميعهم يقصدون باريس للتبرك وأخذ حقهم وحظهم من الشهرة أو البحث عنها. {.. ولا غرابة أن يصبح الرئيس الفرنسي أنموذجاً أولاً لطلب الشهرة والصيت - مع كونه رئيساً ورئيساً لفرنسا تحديداً - إلا أنه مع ذلك يحصل على نتائج عكسية ومباغتة بالمرة!!. {.. خلال الأشهر الأخيرة والماضية اجتهد ساركوزي في الترويج لفرنسا - عظيمة وامبراطورية - عبر عديد برامج ومشاريع وتكتلات مقترحة وليس آخرها «الاتحاد من أجل المتوسط» وهو المشروع الذي وصفه الزعيم الليبي معمر القذافي ب«الاستعلائي» أو «العدواني، والغبي»!!. {.. وجاءت جولة ساركوزي الأخيرة إلى الشرق الأوسط لتثير صخباً إعلامياً حول حديث الرئيس الفرنسي عن «دولتين» كاملتين في الجوار الفلسطيني الاسرائيلي. {.. أغرب ما في الأمر هو أن العرب اعتبروا تصريحات ساركوزي وكلامه فتحاً جديداً وشجاعاً وسابقة عظيمة مع أن هذا العرض طرحته اسرائيل في «48»م ورفضه العرب أنفسهم!!. وهو ذاته نص القرارات الدولية والمبادرة العربية ولكن.. على لسان ساركوزي صار جديداً، لماذا؟!. ربما لأنه صرّح به في الكنيست الاسرائيلي، وما الفرق؟!. {.. مع كل ما يحاوله ويستهدفه سيد «الأليزيه» ورئيس فرنسا، العظيمة بالفطرة، من إعطاء بلاده مكانة مرموقة وحضوراً متقدماً على الصعيد الدولي والقاري إلا أن النتائج لا تبدو في محلها الصحيح. {.. هناك من يشير إلى أن النجاح الوحيد الذي فعله ساركوزي هو أنه جعل قرينته السيدة الأولى وعارضة الأزياء السابقة «كارلا بروني» تحظى بأكثر الفرص ندرة وقيمة لانتزاع الشهرة وإعطاء الصحافة مادة مناسبة لصناعة مانشيتات عريضة وقصصاً جانبية أهم وأروع!. {.. وتسأل الصحافة الفرنسية بعد ذلك : «هل تحقق فرنسا تقدماً لصالح الأمة، أم أن السيدة «بروني» هي وحدها من تقطف النجاح بيد الرئيس وبتمويل دافعي الضرائب؟!. {.. تظل فرنسا رائعة ومتميزة عن جيرانها الأوروبيين.. وربما كان هذا جزءاً من تميزها ؟!!!. شكراً لأنكم تبتسمون