الآن فقط جربت كيف أن ضربتين في الرأس توجعان.. والفضل في هذه التجربة للدكتور عبدالجليل التميمي، أستاذ العلوم التربوية والنفسية بجامعة صنعاء. يقول الدكتور التميمي في محاضرة نشرت «الجمهورية» خبراً عنها :إن طلاب الجامعة يستغرقون ثلث يومهم في النوم، وثلاثين في المائة فقط للاستجمام، بينما يوظفون خمسة في المائة من ساعات اليوم للمذاكرة وتحضير الدروس.. وطبعاً فقد استعان الرجل بما تيسر بكل من هرقليطس وإينشتاين، وقبل وبعد ذلك بالقرآن الكريم لتأكيد حاجتنا للإحساس بأهمية الزمن. أليس مثل هذا الخبر ضربة قوية على رأس أصلع. وتأتي هذه الضربة الموجعة مباشرة عقب ضربة امتحانات الشهادة الثانوية وما صاحبها من غش، جاء بعضه فاضحاً ومشيناً باشتراك قائمين على رقابة اللجان، وكنت شككت في خبر وصلني في امتحانات سابقة أن سوء الحال والمنقلب أوصلا الحال درجة قيام مسئولي مركز امتحاني بإرسال أسئلة الامتحانات بالفاكس إلى إحدى المدن، وتلقى الإجابات على رقم ذات الفاكس قبل القيام بعملية الغش، إلى أن جاء من يؤكد حدوث ذلك في الامتحانات الأخيرة كتعبير عن فضيحة لا تكشف عن تدني الأخلاق، وإنما عن جهل من يمتحن وجهل من يراقب ويشرف على بعض المراكز الامتحانية. الشاهد في الشكوى من ضربتََي الرأس أنه عندما يكون هذا هو حال التحصيل العلمي في المدرسة، وهذا هو ما يستغرقه طلبة الجامعة من وقت للاستذكار والتحضير، فإن في الأمر ما يكفي لتسطير المراثي التي تنعى التحصيل العلمي وترثي المستقبل .. لا حول ولا قوة إلاّ بالمستعان.