كشف الدكتور عبدالجليل مرتضى التميمي أن نسبة ما يستغرقه طلبة الجامعات في تحضير الدروس والمطالعة لا تمثل سوى نسبة 5% من ساعات اليوم الواحد وهي الفترة التي لا تمكن طلبة الجامعات من الوفاء بمتطلبات دراستهم لتحقيق المستوى المطلوب من التحصيل العلمي. بينما أن وقت النوم فقط يستغرق حوالي ثلث اليوم الواحد، أما مجموع أزمنة الأنشطة الاستجمامية التي تضم (مشاهدة التلفزيون والفيديو وسماع الأغاني والتجوال في أروقة الكليات والاستراحة مع الأصدقاء والزيارات الخاصة تستغرق مجتمعة حوالي 03% من اليوم الواحد). وتطرق الدكتور التميمي أستاذ العلوم التربوية والنفسية بجامعة صنعاء في المحاضرة التي ألقاها مساء أمس بمركز منارات حول «الزمن» مفاهيمه وأهمية استثماره إلى مفهوم الزمن مع الوقت وإلى أهميته من مداخل دينية واجتماعية وحضارية وفلسفية واقتصادية ونفسية. مستشهداً بالعديد من آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة التي أشارت صراحة أو ضمنياً إلى الزمن وأهميته، وأشار إلى وجهات نظر كبار الفلاسفة هرقليطس وإينشتاين. وقال الدكتور التميمي : إن للفيلسوف اليوناني هرقليطس مساهمة شهيرة في هذا الجانب، تتمثل في مقولته الفلسفية: «إن كل شيء في تغير إلا التغير فهو ثابت لا يتغير»، وأضاف بأن هرقليطس لا يقصد في مقولته تلك سوى التغير المستمر الذي لايتوقف، وهو القانون الوحيد الأزلي والأبدي الذي تخضع له جميع الموجودات وظواهر الوجود، وهو الذي لايحدث إلا عبر الزمن، وقال : أما إينشتاين فقد ذهب في نظريته النسبية إلى اعتبار الزمن متغيراً أساسياً مابين ثلاثة متغيرات هي الحركة والسرعة والزمن، والتي على أساسها فسر مختلف الظواهر الكونية في معادلات فيزيائية رياضية غاية في التعقيد والبراعة، وهي النظرية المعتمدة أن متغير الزمن هو أحد المتغيرات الأساسية في تعليل جميع ظواهر الوجود. وأوضح الدكتور التميمي بأن عمليات البناء والهدم التي تمر بها جميع الكائنات الحية، والتي يختص بدراستها علم الأحياء تمر عبر الزمن، وهو الأمر الذي يتوافق تفسيره مع ما ورد في القرآن الكريم بشأن التغيرات التي تحدث في مراحل عمر الكائن الحي ابتداءً من نشوئه في رحم الأم ثم الولادة فالطفولة فالمراهقة فالشباب فالرشد فالكهولة فالشيخوخة فالموت، كما فسر المحاضر الزمن من الناحية الاجتماعية بأن له أهمية كبيرة في حياة وتقدم الشعوب والأمم، وفي تحقيق إنجازاتها، حيث يعد الزمن معياراً أساسياً لقياس مدى تقدم وتطور الشعوب وقياس بدايات الفجوات القائمة بين درجات تطور المجتمع وآخر، على اعتبار أن حالات التقدم والتطور أو التخلف لاتقاس إلا عبر الزمن، باعتباره يسير دوماً نحو الأمام ولا رجعة فيه، وينبغي أن يناظره تقدم وتطور نحو الأمام في مفردات الحياة الاجتماعية لأي مجتمع..كما تحدث كذلك عن أهمية عامل الزمن في تغير الظواهر الاقتصادية؛ حيث يعد الزمن عنصراً أساسياً في العملية الإنتاجية أو الصناعية. مؤكداً في ختام محاضرته أهمية استثمار الزمن بكل ثوانيه ودقائقه وساعاته، خاصة وأن المؤشرات والشواهد تؤكد أن أغلب الأفراد في مجتمعاتنا العربية لايكترثون بأهمية الوقت والزمن ولايقيمون له وزناً أو حساباً، ويجهلون أنه وعاء الوجود بكل أبعاده ومضامينه، ولا يدركون بأن أعمارهم معدودة بالثواني والدقائق.