لن أكتشف مجدداً أن الكُتَّاب ليسوا «ملائكة» وأن «أصحاب الأقلام» خُلقوا للكتابة ولم يُخلقوا- حصراً- «للكمال الإنساني» بل ولا حتى أحد من البشر، باستثناء الأنبياء، يمكن المجادلة أنهم كذلك، وقد يصحُّ ردُّ التحية بمثلها فأقول- مثلاً: «كفانا تراشقاً بالكلمات» وأنا أعني ما أقول «وافهمي يا جارة»!. لا يوجد ميزان سحري حتى الآن نزن به الكلمات «الراشقة» لنتبين أن بعض «الرشق» و«التراشق» جيد وحلال على الطريقة الإسلامية، وبعضه سيئ وحرام - على طريقة «أم الجن»!. كما أن الابتسامة والدعوة إليها رسالة إيجابية كاملة، ودعوة للصفاء المعنوي، أما «الجِهَّاص» فقرف. بحياتي لم أقل إنَّ الحقيقة - أية حقيقة - ملكي أو ميراث شخصي تركه لي الأجداد يرحمهم الله، وما قرأناه وكتبناه آلاف المرات منذ الابتدائية وحتى اليوم لم يعد محل نقاش أو تناطح. فنعم: لكل رأيه وقناعته ومذهبه ودينه أيضاً، والحقيقة موزعة على الجميع، وأنا أرجو من عميق قلبي أن يفهم الجميع معنى الكلام الذي يرددونه ويكتبونه من هذا القبيل، لأن الكتابة شيء، ولكن وفي هذه الأثناء لا نأمن من مناقضة نفسنا بشيء آخر يجافي وينافي ما نقول ونكتب فنكون ممن خاطبهم الحق عز وجل: «لِمَ تقولون مالا تفعلون». لا أجد جرحاً في مراجعة البعض مما قيل وكتب، أو من قال وكتب؛ ولكن بشرط أن تكون النيات مبرأة من التحامل المسف، وأن يكون المضمون الحواري نظيفاً وخالياً من ملوثات اللغة وعوادم الألفاظ المقرونة بمعاني الهزء والتقريع والتعريض. أو مس نزاهة الموقف والرأي والطعن في حق الاختلاف عبر إلحاقه - بصورة فجة - بمعاني التطبيل وخلافه من ألفاظ أراها بعيدة كل البعد عن حديث «سأرضعه استيعاب رؤى الآخر وأفكاره وإيجابياته وسلبياته» أو «نصف الحقيقة معك ونصفها مع من يعارضك». قد قيل وكُتب الكثير من الكلام الحق الممزوج بباطل يفسده ويُذهب وجاهته، وأول طريق احترام النفس والآخر يبدأ بخطوات أساسية، منها كف الأذى المادي واللفظي عن الآخر، والتحرر من عقدة الاتهامية المباشرة والفجة ومحاكمة الآخر عن طريق الانتقاص أو افتراض تأويلات شخصية متهالكة على معاني «أكل العيش» الرخيص والتبعية، وكأنها حقائق لا أوهام وتهيؤات مردودة على أصحابها. فأين هو حق الجوار من هذا كله، وماذا عن «نصف الحقيقة.... ونصفها»؟!. شكراً لأنكم تبتسمون