ما من شك بأن مسيرة التنمية والنهضة الشاملة التي تشهدها بلادنا اقترنت انطلاقتها بتولي فخامة الرئيس علي عبدالله صالح مقاليد الحكم في 1978م ومن هذا المنطلق نلمس على أرض الواقع جملة من التوجهات والقرارات الحكيمة التي يصدرها فخامته والتي تصب دائماً في جانب تسريع وتيرة التنمية واستمراريتها على مختلف الأصعدة من أجل اكتمال ملامح التطور والنهوض الشامل الذي ينقل البلاد نقلة نوعية من شأنها تحقيق كل الطموحات والتطلعات والآمال التي تنشد الحياة الكريمة والأوضاع الاقتصادية والمعيشية الجيدة والتي تمثل واحداً من الأهداف التي قامت عليها الثورة المباركة ومضت دولة الوحدة في تنفيذها وتحسينها قدماً نحو الأفضل. ولحرص الرئيس المشهود على دعم مسيرة التنمية اليمنية ولإيمانه المطلق بأن لا تنمية بدون أمن واستقرار يشجع على ذلك وانطلاقاً من حرصه على الحيلولة دون إراقة الدماء اليمنية في خضم حرب صعدة ضد قوى التمرد كان قراره الحكيم والصائب بإيقاف العمليات العسكرية في جبهات المواجهة بمحافظة صعدة والإعلان الصريح بأن لا عودة للحرب مرة أخرى كون الوطن لم يعد بحاجة إلى إزهاق المزيد من الأرواح في حرب الوطن وليس غير الوطن هو الخاسر الأكبر منها سواء من حيث الضحايا البشرية أو الخسائر المادية وما يترتب عليها من أعباء اقتصادية تكبد البلاد خسائر باهظة تقف حجر عثرة أمام خط مسار عملية التنمية وتعمل على إعاقتها وعرقلة خطوات تقدمها، مشيراً إلى أن الوطن يريد منا جميعاً البناء لا الهدم والإصلاح لا التخريب والتوحد لا التشطير والانقسام، الوطن يريدنا صفاً واحداً في خندق واحد على قلب رجل واحد نبني، نعمر، نشيد، نتسامى عن الصغائر والخلافات السياسية والمناكفات الحزبية اللاوطنية التي تبحث عن مصالح ومكاسب ذاتية رخيصة. دعوة صادقة من قائد عودنا دوماً على الصدق والسماحة والعفو والسمو في سبيل أمن الوطن واستقراره تتطلب من كل الأطراف في السلطة والمعارضة التعاطي معها بشيء من المسؤولية والبدء الفوري بتنفيذها للخروج بالوطن من المأزق الذي يمر به لتتكاتف الجهود من أجل البناء والتنمية وتجاوز العثرات والصعاب والعراقيل التي تقف أمام تحقيق ذلك، وليكن قرار وقف العمليات العسكرية حافزاً وطنياً تتداعى له كافة القوى السياسية والخيرة في البلاد وتعمل على المشاركة في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار والابتعاد عن إثارة الفتن والأحقاد السياسية والحرص على تجاوز كافة عقبات الماضي ومخلفاته المؤلمة، والبدء بصفحة جديدة شعارها اليمن أولاً قائمة على تسريع وتيرة التنمية الشاملة في مختلف المجالات والتي تلبي حاجة المواطنين وتكفل لهم العيش والحياة السعيدة والمستقبل الأفضل، وحريٌ بنا جميعاً أن نحرص على تعميق مبدأ الولاء الوطني والوحدة الوطنية صمام أمان الوطن ومستقبله المنشود رافضين أي هرطقات أو خزعبلات يناور بها بعض الحالمين والمأزومين تستهدف النيل من وحدة الوطن والمساس بأمنه واستقراره كونها مسؤولية ومهمة وطنية تخص كافة أبناء الوطن على مختلف فئاتهم وانتماءاتهم السياسية والحزبية ومن غير المنطقي أن نجعل هذه المهمة حكراً على حزب أو جماعة أو تنظيم معين. وبالقدر الذي استقبل الكثيرون هذا القرار الحكيم بترحاب وتقدير عالٍ في عموم محافظات الجمهورية بالقدر نفسه كان له صدى واسع وتقدير عالٍ من قبل أبناء محافظة صعدة الذي كان له وقع خاص على قلوبهم كونه أنهى مرحلة عصيبة من المعاناة والتشرد المصحوب بالخوف والقلق الذي صاحبهم طيلة فترة الحرب، ليعود بهم هذا القرار إلى قراهم ومناطقهم آمنين مطمئنين لتبتسم لهم الحياة من جديد بعد أن أصدر فخامة الرئيس توجيهاته بتلبية كافة احتياجاتهم ومتطلباتهم وتشكيل لجنة عاجلة لتقييم الأضرار التي خلفتها الحرب والبدء بمعالجتها والعودة بالمناطق المتضررة إلى ماكانت عليه قبل اندلاع المواجهات وتنفيذ ما تحتاجه هذه المناطق من مشاريع خدمية وإنمائية ضمن خطط التنمية، كل ذلك أكد صوابية قرار الرئيس وحكمته المشهودة في مدلهمات الأحداث والتي يتعامل معها بروح الوطنية الحق والمسؤولية الكفؤة والمقتدرة والتي لطالما أنقذت البلاد من الكثير من المشاكل والأزمات.