يعتقد الارهابيون الانتحاريون أنهم شهداء بالطريقة الاسلامية، وأن الانتحار أقرب الطرق إلى الجنة والاستقرار بجوار خالقهم الأعظم أحياء أزليين وأبديين لايموتون قط.. والحقيقة أن الانتحار وقتل الآخرين من الأبرياء المسلمين وغير المسلمين مدنيين كانوا أو عسكرين أطفال كانوا أو شيوخاً رجالاً كانوا أو نساء يمنيين كانوا أو أجانب عمل يغضب الله في السماء ويغضب الانسانية في الأرض.. وهو أقرب الطرق إلى نار الجحيم طبقاً لما أجمعت عليه جميع الأديان السماوية وجميع القوانين الوضعية التي استهدفت حماية الانسان وأمنه واستقراره «اللهم أسألك الأمان قبل الايمان» باعتبار الانسان خليفة الله في أرضه الأحق بالسلام الاجتماعي والعيش الآمن في ظل دولته الوطنية المستقلة المعنية بتطبيق الاسلام عقيدة وحسب قوله تعالى «..من قتل نفساً بغير نفسٍ أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً» صدق الله العظيم. إن الارهاب والقتل لايمكن وصفه بغير ما وصف به الله ورسوله وبما يصف به علماء الأمة، انك أيها الشاب المتطرف لاتقتل شعبك فقط بل تقتل نفسك وأحب الناس إليك في عمل عنيف لايتفق مع الدين ولايتفق مع العقل مهما حاول علماء الارهاب أن يزينوه لك بما فيه من رذيلة قاتلة لمن حولك من أبناء وطنك وأبناء دينك ومن المستضافين الأجانب الذين قدموا إلى وطنك سائحين أو في أعمال انسانية وشعارات دبلوماسية دولية يمثلون بلدانهم وهيئاتهم ومنظماتهم الدولية الانسانية. انه عمل موجه ضد بلدك ودولتك الوطنية التي تقيم علاقة دبلوماسية وسياسية واقتصادية واجتماعية مع بلدان العالم لأنك لاتستطيع في عالم اليوم أن تعيش في عزلة عما يجري من حولك من تبدلات علمية وتكنولوجية تفرض عليك بالضرورة الانفتاح والتعامل مع العالم بأسره وفق اتفاقيات ومواثيق دولية تحرص على تبادل المصالح والمنافع المرتبطة بتطور بلدك وشعبك في شتى مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية في عالم تحول إلى قرية واحدة لامجال فيه للتحجر والعزلة والانغلاق التي لا تخلف للشعوب سوى المزيد من الجهل والفقر والمرض والتخلف القاتل للحياة والتنمية والسعادة. أيها الشباب من أبناء الجمهورية اليمنية لاتقتلوا أنفسكم فتقتلوا أمهاتكم وآباءكم وزوجاتكم وبناتكم وأبناءكم واخوانكم واخواتكم في مغامرة عدوانية لاتخلف للشعوب سوى الذكريات المشحونة والمحملة بالذنوب والأحزان وقد خلقكم الله أحراراً لتكونوا جزءاً من شعوبكم ومجتمعاتكم وفي مصاف الناجحين والمتفوقين في جميع الميادين وفي جميع العلوم الدينية والانسانية والطبيعية عليكم أن تتذكروا في حاضركم وتلك التضحيات الجسيمة التي تحملتها في ماضيكم أمهاتكم وآباؤكم في سنوات الحمل والطفولة والشباب وما كابدوه من مشقات وما أنفقوه من أموال على تعليمكم وصحتكم وعيشكم في طعامكم وملبسكم ومسكنكم على أمل أن تكونوا لها عائلاً وسنداً في مستقبلهم وفي مراحل الشيخوخة حتى الوفاة. تذكروا تضحيات الآباء والأجداد من أجلكم وتذكروا ما سوف يحل بهم بعد ما تقدمون عليه من عمليات انتحارية طائشة ومجنونة قاتلة للانسانية وقاتلة للعقيدة وقاتلة للعلم والعمل والموارد الاقتصادية.. لا تكونوا ذكرى سيئة يخجل ويحزن منها أحب الناس إلى نفوسكم من الآباء والأمهات، ولا تعشقوا الجنون ولا تعطلوا ما منحكم الله من عقول تميزون بها بين الحق وبين الباطل وبين ماهو خير وماهو شر ماهو سلام وماهو هلاك وقتل ودمار وخراب. فكروا مرات عديدة قبل أن تلقوا بأنفسكم إلى الهلاك مخالفين بذلك قوله تعالى [ولاتلقوا بأنفسكم إلى التهلكة] حتى لا تموتوا وأنتم مخالفين لتعليمات خالقكم مرات عديدة دون وعي بالعواقب. هكذا يصبح التفكير والتفكر بما يترتب على الانتحار من سلبيات ومن عواقب وخيمة دون ايجابيات تذكر فضيلة موجبة للتردد مرات عديدة قبل أن تقدموا على قتل أنفسكم فتستحقوا عليها النار مرات عديدة مرة بما اقترفتموه من ذنوب بحق شبابكم ومرة بما اقترفتموه من ذنوب بحق ضحاياكم لأن قتل الناس بالأساليب الغادرة والحاقدة لا تعني الشهادة ولاتعني الاسلام ولاتعني الأخلاق ولاتعني الشجاعة ولاتتفق مع المروءة والرجولة والبطولة، إنكم في اليمن ولستم في اسرائىل ولا في العراق ولافي أفغانستان ولافي غيرها من البلدان المستعمرة حتى تجيزوا لأنفسكم هذا العمل الجبان. إن هذا العمل الارهابي الأسود لايمكن للعقل ولايمكن للدين القبول به والاقتناع به ولاسابقة له في تاريخ الاسلام من عصر الرسول الأعظم مروراً بعصر الخلفاء الراشدين وفي عصور الدولة العربية الاسلامية أموية كانت أو عباسية أو فاطمية ولم يحدث قط مثل هذا العمل الارهابي القاتل للحياة وللانسانية ونهاية في أي عصر من عصور الدويلات العربية الاسلامية المجزأة في مراحل التاريخ المختلفة. إذا قيل لكم قاتلوا من أجل نصرة الاسلام؟ قولوا لهم إن ما يحدث في عالم اليوم من حرب على الاسلام والمسلمين باسم الحرب على الارهاب هو من صنع التطرف قبل أن يكون من صنع الدول العظمى التي تزعم أنها تمارس حق الدفاع عن النفس. وإذا قيل لكم أن الاسلام لاينتشر إلا بالارهاب قولوا لهم كذبتم ورب الكعبة فقد كان الاسلام في ظل الأنظمة العلمانية الغربية الأمريكية ينتشر بالدعوة السلمية وبالاقتناع العلمي المتحرر من الاكراه والعنف في شتى بقاع الأرض ولم يحدث مايحدث من اكراه في ابعاد الناس عن الاسلام إلا نتيجة اللجوء إلى هذه الأساليب العنيفة والقاتلة التي الحقت بالاسلام والمسلمين أكبر الأضرار الفادحة. ولو كان الله قد أراد لعباده أن يموتوا بالأساليب الانتحارية المتطرفة وبالأعمال العنيفة غير المبررة لأسباب دينية أو دنيوية تتصل بالحياة وبالحرية وبالاستقلال وحماية السيادة لما كانت هناك حاجة لدنيا تستبق الآخرة وتكون هي الأساس الذي يحاسب عليه البشر أمام خالقهم على ما قدموه لأنفسهم من خير وشر يستحق الثواب والعقاب العاجل والآجل. في سلسلة من أعمال الجرائم الانتحارية القاتلة والتي هي أقرب إلى خدمة الشر وتخليده منها إلى خدمة الخير وتخليده في سفر الأبدية الأخروية، لا تكونوا أشراراً تلقون بأنفسكم وبأسركم وباخوانكم اليمنيين إلى التهلكة القاتلة للفضيلة وتقوموا بأعمال عنف تهلك الحرث والنسل من أجل حكايات أقرب إلى الأساطير والخرافات منها إلى الأعمال الجهادية. كونوا مواطنين صالحين واطلبوا رضا الله من الأعمال الخيرية التي تخدم الحياة والحرية والتقدم والرضا.. كونوا دعاة خير وطلاب فضيلة وبناة حياة تقوم على التوازن بين التقدم والرقي الدنيوي وبين ما تطمحون إليه من مآثر جهادية في خدمة الخير ونصرته على الشر القاتل للحياة. حاربوا أعداء الثورة وحاربوا البطالة والفساد والافساد وأعداء الوحدة والديمقراطية بقدر ماهو متاح لكم من الحرية وبالكلمة الصادقة والشجاعة. قفوا إلى جانب اخوانكم الذين يحتاجون إلى مساعدتكم وتعاونكم في الأخذ بأيديهم إلى الحياة، ولاتقفوا ضد اخوانكم عملاً بفتاوى تستهدف نصرة التجهيل والجهل.. واعلموا أن الجنود والضباط الذين تستهدفون حياتهم هم اخوة لكم في المواطنة ينحدرون من جميع الطبقات والشرائح الاجتماعية نذروا حياتهم للسهر على أمنكم واستقراركم وأموالكم وأعراضكم. إنهم في حالة جاهزية للتضحية بحياتهم من أجل حماية الوطن والذود عن مكاسب الثورة والجمهورية فلا تتمنوا لهم الموت وهم يتمنون لكم الحياة. ادخلوا إلى السياسة من الأبواب السلمية للديمقراطية ولا تدخلوها من الأبواب الضيقة والمغلقة بقوة الشريعة وبقوة الدستور وسيادة القانون. كونوا طلاب علم ولاتكونوا طلاب جهل، كونوا طلاب ودعاة بناء ولا تكونوا طلاب هدم ،كونوا طلاب حياة وحرية ورخاء وسعادة ولاتكونوا طلاب موت وقتل لايخلفان سوى بحر من الذنوب والدموع النازفة بلا سبب وبلا نتيجة ايجابية.