تعمل قوى التخلف الظلامي الإمامي ومعها فلول التشطير والمتضررون من الإنجازات التي تتحقق للوطن في شتى المجالات على تعطيل وتيرة العمل التنموي والإساءة إلى المناخات الديمقراطية وذلك من خلال محاولات زعزعة الأمن والاستقرار وإشاعة أجواء القلق وإثارة الفتن المذهبية والطائفية والمناطقية. هذه الحقائق لم تعد خافية على أحد فلقد ثبت بالدليل القاطع أن هذه القوى تنشط مع كل نجاح يتحقق للوطن فتحاول العمل على تثبيط الهمم وتسميم الأجواء واستعداء الخارج، وارتكاب جرائم الإرهاب كما حدث في سيئون مؤخراً ولا تجد حرجاً في المباهاة بتلك الأعمال الإرهابية الآثمة في وقت تدرك أنها جرائم تحط من مرتكبيها وتجعلهم في حضيض جرائمهم وخزي أعمالهم. إن قوى الظلام التي ترتكب هذه الأعمال لن تجد بين أبناء الوطن من يبارك لها جرائمها أو من يتعاطف معها لأنها لا تمارس معارضة أو تعبر عن رأي ، ولكنها تغرق في قعر أفعال تتعارض مع الشرائع السماوية وحقوق الإنسان! ولاشك أن اللجوء إلى مثل هذه الجرائم إنما يعكس حالة الضيق والحنق التي تعيشها هذه الجماعات المعزولة عن محيطها والمنبوذة عن مجتمعها إذ إن تنفيذ جرائم الإرهاب باستهداف المدنيين من خلال العمليات الانتحارية إنما يشير في حقيقة الأمر إلى إفلاس هذه الجماعات ويؤكد بأنها لا تمتلك مشروعاً حضارياً، وهو ما يستدعي تضافر الجهود الشعبية والحكومية لمحاصرة هذه الظاهرة التي تلقي بتبعاتها السلبية على المجتمع برمته، وفي طليعة القوى التي يجب عليها تفعيل وتيرة مكافحة ثقافة الإرهاب واجتثاث جذوره الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني وكافة قوى المجتمع الحية وذلك من خلال ترسيخ ثقافة التسامح ورفض التطرف والغلو ونبذ العنف والكراهية. لقد نبه الكثير - وفي وقت مبكر - إلى خطورة إشاعة ظاهرة الفكر المتعصب وتبعاته في التطرف ، لكن احداً لم يأخذ هذه التنبيهات مأخذ الجد بل إن البعض وجد نفسه في حالة في المماهاة لهذا الفكر الغريب على ديننا الإسلامي وأخلاقنا وقيمنا .. وهاهي أعمال الإرهاب تطال اليوم استقرار الوطن وأمنه وتسيء إلى ديننا وتقدم أنموذجاً سيئاً عن الإنسان المسلم. وإزاء ذلك كانت ولا تزال الدعوات قائمة لمحاربة أفكار التطرف وأنه لا مجال لأية قوى تحاول التبرير لمثل هذه الأعمال الإجرامية في الحاضر أو المستقبل