ليس أقل من الدعاء.. كان الله في عون رجال المرور.. في أماكن حركتهم يشاهدون من مظاهر الاستهتار والعبث ما لايجد له توصيفاً في قسيمة المخالفات المرورية. وعلى طريقة العناوين التي تثير الفضول «صدق أو لا تصدق» .. أو لا تقرأ هذا الخبر.. سائق على مقود سيارة أجرة.. السيارة من شكلها العام وموديلها تبدو نظيفة إلا من السائق الذي يقودها. شوف.. شوف.. سائق السيارة التي أمامنا يخرج قدمه اليسرى من النافذة ويسوق بقدم واحدة.. هكذا نبهني أطفالي.. لم أصدق، لكن هذا ما تأكد .. السائق فعلاً عمد إلى تحويل الكرسي الذي يجلس عليه إلى ما يشبه سرير غرفة في مستشفى «وضع شبه أفقي».. فيما قدمه معلقة في النافذة.. أما أين ؟ ففي شارع مطار صنعاء والذي يفترض فيه أن يكون خطاً سريعاً أو شبه سريع. سألت نفسي ماذا أراد هذا السائق أن يقول بذلك النوع من القيادة ؟.. إنه ماهر.. ماذا تفيد المهارة إن هي قادته إلى المستشفى أو إلى السجن وماذنب من يمكن أن يوقعه حظه العاثر أمام حادث على يدي هذا السائق وقدمه اليتيمة فيما الأخرى في النافذة هل في ذلك المشهد رغبة في إصابة الذوق العام في مقتل؟ هل ضاقت سبل إثبات بأنه لا يهتم بأحد وفي المقدمة هو نفسه .. ؟ أمام ذلك العبث الخلاق لما هو أسوأ من العبث والاستهتار بسلامة من في الشارع تتوالد علامات الاستفهام كجراثيم فيلم هوليودي يتصدر أفلام الرعب.. ماذا يحتاج سائق تلك إحدى تجليات حماقاته.. هل ينفع معه التوجيه من سائق مثله.. النصيحة من عابر شارع.. قسيمة مخالفة مرورية.. توعية من خطيب جمعة .. مقال في صحيفة.. إعلان توجيهي في التلفزيون.. رسالة عتاب من المرور يقرأها عاقل الحارة في مقيل .. ؟؟ المشكلة أن الشاعر الحكيم قطع علينا الطريق وقال : لكل داء دواء يستطب به.. إلا الحماقة أعيت من يداويها !