كنت قد قرأت خبراً مؤلماً يؤكد أن سوسن اختطفت، وأن عصابة تقف وراء ذلك بسبب شهادة في قضية سرقة، حينها تأثرت خاصة والكلام جاء على لسان والدها.. وعضو نيابة.. والأخير أكسب الموضوع طابعاً جاداً ومهماً.. .. انتظرت أن يتم القبض على الجناة سريعاً بعد أن أكدت الأخبار المنشورة أنهم معروفون.. وكنت لا أحبذ أن يهرول الأب لنشر صورة ابنته (الشابة) وأن لا يذكر اسمها الكامل أو أن يظهر باسمه وصورته؛ لاعتبارات عدة ومنها ما هو متصل بالبُعد الاجتماعي في مجتمع يلوك الشائعات ولا يتورع في الترويج للأكاذيب. .. حصلت حالة اختطاف أخرى لشاب صغير هو فلذة كبد الأخ توفيق الخامري من أحد الشوارع المهمة في العاصمة صنعاء؛ ولكن الأمر ظل هادئاً، وبقي الكثيرون مشغولين باختطاف سوسن!. .. ذهبت أيام، وجاءت أخرى.. وجاء الخبر بأن أجهزة الأمن عثرت على سوسن وألقت القبض على الجناة!. .. الأمر هنا اختلف.. وعلى ذمة إدارة أمن تعز؛ فإن الحالة ليست اختطافاً وإنما اختفاءً. .. ما رأيكم .. هل كان هناك داعٍ للاستعجال في إصدار الأحكام.. وخاصة من عضو النيابة.. أو والد الفتاة؟!. .. الاختفاء.. ربما حصل بسبب ضغوط أو مشاكل ظلت تعانيها الفتاة، وربما بسبب حالة نفسية قد تتعرض لها أية فتاة.. وقد يكون لأسباب قاهرة تكون فيها الفتاة مكرهة.. أو بسبب حماقات البعض!. .. والاختطاف أمره آخر.. وفي الحالتين يجب أن تحرص أجهزة الأمن.. وكذلك النيابة.. وأسرة المختطفة أو المختفية.. والصحف.. على عدم التناول الصريح.. كون الأمر مرتبطاً بفتاة وليس بشاب.. وتداعيات مثل تلك الحالة خطيرة.. ومؤثرة في الجانب الاجتماعي. .. من الحرام أن تجني بعض أخبار.. وشائعات.. على مستقبل فتاة.. أو أن تتضرر إحدى الأسر.. كما أن من الخطورة الاتجاه نحو الإثارة باستباق الأحداث.. أو بالانجرار وراء توقعات قد تخطئ. .. الجميع مُطالب بحماية البُعد الاجتماعي.. ومراعاة الخصوصية الأسرية.. وعدم الاستباق. .. وتعالوا لنسأل جميعاً أجهزة الأمن: ماذا فعلت بخصوص الشاب الصغير المختطف "عمر توفيق الخامري" فإذا كان هذا الشاب ابن أحد الرجال المهمين ولم يحرر حتى اليوم؛ فكيف بالمحسوبين من فئة (الصغار)؟!.