سؤال ملح يدور في أذهان المراقبين السياسيين في العالم؛ لأنه يتعلق بشبه القارة الهندية ويلتبس بدولتين كبيرتين ونوويتين أيضاً .. كما يتعلق بالامتدادات الإقليمية المعقدة في تلك المنطقة حيث تقبع أفغانستان بتضاريسها السياسية العصية على التسوية وعلاقتها الخاصة جداً بباكستان بالمعاني الأثنية والسياسية .. فمن المعلوم أن حركة طالبان خرجت من رحم المدرسة الدينية الكبرى في باكستان .. كما وجدت لها مدداً معنوياً في التيار السني الأكثر راديكالية .. وهو تيار يخرج من قلب الأراضي الإسلامية المقدسة في المملكة العربية السعودية، ويتمدد بأذرع معنوية ومادية نافلة في العالم الإسلامي، وحيث التواجد البشري للمسلمين في كل أرجاء العالم ..إلى ذلك تراقب دولة بنجلاديش الإسلامية الموقف عن كثب، ولعلها تنفسح لاحتمالات تغييرية تستأنس الإسلام السياسي خاصة وإن النظام يعاني الأمرّين من انتشار الفساد وفشل النموذج القائم مما يجعل البنجلاديش أنموذجاً باهتاً لدولة إسلامية اختارت طريق الحرية الاقتصادية فلم تحرر سوى قيود المستثمرين وأغلالهم . وبالنسبة للهند لاتقف الحسابات عند حدود المعادلتين الإقليمية والدولية بل تتوازى مع محنة داخلية مداها الصدام غير الحميد بين المسلمين والهندوس .. وهو الصدام الذي يعيد إلى الأذهان تلك الحرب الدينية العدمية التي كانت بين المسلمين والهندوس في ظل الحضور الروحي الكبير للمهاتما غاندي . يومها تمكن المهاتما غاندي وبالتوافق مع الرؤية الرشيدة لمحمد علي جناح من فض الاشتباك على قاعدة إقامة دولتين وتخيير الناس في الالتحاق بهذه الدولة أو تلك .. لكن هذه المعادلة المؤسسية لم تحسم الخلاف بين الدولتين والمؤسستين؛ حيث استمر التعايش القلق بين الهندوس والمسلمين في ظل علمانية النظام الهندي، كما أصبحت باكستان تعاني من سلسلة الانقلابات المعروفة والمراوحات بين نموذج الدولة العلمانية والنفوذ الكبير للمؤسستين الدينية والعسكرية