أعترف بجهلي - وإلى وقت قريب - بما كنت أسمعه حول (حُمران العيون) وكان إدراكي القاصر جداً يعتقد أن هاتين الكلمتين تعنيان أن هناك رجالاً عيونهم «حُمر» ربما من السهر أو لأسباب مرضية أو من الله سبحانه وتعالى «خِلقة ». لكن فيما بعد ومثلما يُقال بأن الزمن كفيل بتعليم الناس فقد فطنت بأن حمران العيون هؤلاء هم من لهم أساليب فهلوة وحذاقة ويتمتعون بصفات نارية تجعل منهم وعن جدارة رواداً في كل شيء وبارعين في استخدام كافة الطرق الملتوية من أجل مصالحهم، ورقابة الجهات المعنية عليهم تشبه رقابة مكاتب صحة البيئة على أصحاب البوفيات والمطاعم فلا نظافة توجد ولا رقابة تتم رغم النزول الميداني واليومي لجميع البوفيات والمطاعم .. إذن في الأمر إنّ وأخواتها .. ماعلينا ... نعود لموضوعنا الأهم وتعالوا معي للمكاشفة أو بمعنى أدق حتى لايفهم الكلام خطأ للمصارحة وليتحدث كلٌّ عن الجهة التي يعمل أو يدرس أو يسكن فيها ولنتفحص جيداً: هل يوجد معنا أو بيننا حمران عيون ؟!! وحتى أسهِّل على البعض عناء البحث في تحديدهم فإني أقول لهم بأن أوصافهم ليست غريبة فحُمران العيون يتمتعون بابتسامات عريضة جداً وكروشهم في الغالب كبيرة لأنهم «يلهفون» كل ما يجدونه أمامهم من مال ويستغلون حاجات المواطن وأحياناً قد يحتمون بالقانون وتظهر عليهم علامات الثراء السريع وكل ذلك وأوراقهم الرسمية تجدها سليمة (100%) ناهيك عن كونهم خبراء في كل شيء (بتاع كله) ولايراعون الله في وسائل كسبهم وترى عيونهم واسعة و.. و.. وكم ياصفات وكل هذا حتى تتعرفوا عليهم لا لشيء فقط حتى لا يقع أحدنا في شراكهم والمصيبة أن حُمران العيون بدأوا ينتشرون في الكثير من مرافق الدولة ففي مشاريع الطرقات هناك حُمران العيون يتلاعبون بمواصفات طبقات الإسفلت إذ سرعان ما يصبح مطبات وحفراً.. وفي الصحة هناك حُمران العيون يتلاعبون بأرواح الناس ويتاجرون بالأدوية المجانية التي تقدمها الدولة أو يتاجرون بأدوية فاسدة أو مهربة ومنتهية الصلاحية.. وفي التربية والتعليم هناك معلمون ولكنهم حُمران العيون يحولون منازلهم إلى مدارس خاصة ويسترزقون من الدروس الخصوصية في الوقت الذي يتكاسلون فيه عن أداء واجبهم التربوي والتعليمي.. أما التجار فإن أغلبهم من حمران العيون يتلاعبون بأقوات الناس فتارة يرفعون الأسعار وتارة يغشون في البضائع ويحولون المواد الغذائية الفاسدة ومنتهية الصلاحية إلى مواد جديدة الصنع وصالحة غذائياً.. وفي أماكن عديدة نجد أمثال هؤلاء الذين لا يشبعون ولا يقنعون وكل همهم هو الكسب السريع والاحتيال على الوطن والمواطن وهم كُثر .. ولعل ما يحدث من تلاعب في بعض المناقصات من قبل بعض المسؤولين يندرج أيضاً تحت هذا الإطار، والمتلاعبون هم أيضاً حمران عيون ، وإلا كيف أن مجرد سور لمعهد مهني يكلف انشاؤه ثمانية ملايين ريال فبكم ياترى ستكون تكاليف المعهد ؟ أخيراً يجب أن تتضافر الجهود المجتمعية الرسمية والشعبية للتصدي لأفكار وأفعال حُمران العيون وأحسبها خطوات رائعة ما تقوم به هيئة مكافحة الفساد في هذا الصدد .. وبالتوفيق. تجاوب وتفاعل : كنت وفي تناولة سابقة قد تعرضت إلى عمل صندوق الضمان الاجتماعي والاختلالات الموجودة في أعمال لجان المسح الاجتماعي في مديرية جبل حبشي والحقيقة أن هناك تجاوباً كبيراً لاقته الصحيفة من قبل الأخ الأستاذ عبدالسلام علي عبدالله البحر مدير عام الرقابة بالصندوق الذي يشكر على تفاعله ويجسد بحق تعاون المسؤول الناجح الذي في الأول والأخير همه المصلحة العامة ولنا أمل أن يحتذي بقية المسؤولين حذوه ويقتدون به وبمدير الصندوق بتعز قاسم شحرة.اللذين يشكلان انموذجاً للاهتمام بقضايا المواطن وكم كان جميلاً أن تعاود لجان المسح التحري في المديرية (جبل حبشي) لا لشيء فقط من أجل المواطن وهذا هو المطلوب والهدف والمقصد.