منذ سنوات صار المواطن اليمني كغيره من المسلمين يستقبل شهر رمضان باستنفار كبير ، ذلك أن البساطة في شهر رمضان التي قرأناها عن سلوك الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ومن الخلفاء الراشدين والصحابة لم تعد حاضرة بيننا اليوم ، فقد تغيرت كل العادات التي دأب الرسول وصحابته على اتباعها في هذا الشهر الكريم ، وتحولت إلى عبء ثقيل على كاهل المسلم في هذا الزمن ، بخاصة في السنوات الأخيرة التي زاد فيها الإنفاق على موائد رمضان ، ربما يزيد عن الإنفاق خلال السنة بكاملها . لقد تحول شهر رمضان عند الكثير من المسلمين إلى مناسبة للأكل والنوم ، كما تحول رمضان عندهم إلى فرصة لإشباع البطون بمختلف أنواع الأطعمة والأشربة ، وتخلى هؤلاء عن الحكمة من فرض فريضة الصوم ، التي كان الرسول الكريم يؤكد على أنها وسيلة لشعور الغني بحاجة الفقير ، ناهيك عن الفوائد الصحية التي يمنحها الصوم لجسم الإنسان . وتحول شهر رمضان عند الكثيرين إلى شهر الكسل ، وإذا تحرك أحدنا إلى خارج منزله في فترة النهار فإن الأعصاب تلعب دورها في التعامل مع الناس ، وهذا أمر يتعارض مع الغرض من الصوم ، فرمضان ليس شهراً للكسل والنوم والغضب ، بل شهراً للعبادة وتجنب الأخطاء التي نقع فيها في بقية أشهر السنة . الشيء الأكيد أن رمضان يعود كل عام بمزيد من الهموم على المواطن في اليمن ، بخاصة وأن الأوضاع المعيشية تزداد صعوبة مع مرور كل عام ، وقد ارتبط مجيء هذا الشهر بعدد من الالتزامات الأخرى أهمها قدوم العام الدراسي الجديد وما تتطلبه هذه القضية من أموال لمواجهة استحقاقاتها ، وما سيلحق ذلك من مناسبة لقدوم عيد الفطر المبارك ، وكلها مناسبات تتطلب التزامات مالية كبيرة يصعب على المواطن توفيرها في ظل موجة الغلاء التي تمر بها الحياة هذه الأيام . ندعو الله أن يتحول شهر رمضان إلى مناسبة لتجفيف النفس من الأخطاء والخطايا ، فالتقرب إلى الله ليس في الطعام والشراب ، بل في الاتعاظ من سنه فريضة للمسلمين ، لأن المسلمين ابتعدوا كثيراً عن ما أمروا باتباعه وحولوا شهر رمضان الكريم إلى شهر لملء البطون . [email protected]