دعوة بلادنا المجتمع الدولي إلى حشد الطاقات وتقديم المساعدات الفنية اللازمة لتعزيز قدرة بلادنا في مكافحة القرصنة البحرية التي تتعرض لها بعض السفن التجارية في الممرات الدولية قبالة ساحل خليج عدن، هذه الدعوة تندرج في إطار حرص بلادنا على ضرورة تأمين الملاحة البحرية من القراصنة الذين يهددون أمن وسلامة المجتمعات ويعرضون الحركة التجارية البحرية للخطر ،حيث تؤدي أعمال القرصنة إلى الحد من تسيير الرحلات الملاحية وبالتالي دفع شركات النقل إلى ر فع الرسوم التأمينية على السفن التجارية الأمر الذي يؤدي إلى زيادة أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية واتساع رقعة الفقر. إن تأمين الملاحة البحرية أمر ينبغي أن يضطلع به المجتمع الدولي بأسره من خلال دعم القدرات الفنية للدول المطلة على الممرات الدولية إلى جانب مساعدة الدول النامية وبما يمكنها من القضاء على الفقر باعتباره الأرضية الخصبة المولدة للغلو والتطرف والإرهاب. وإذا كان القراصنة قد وجدوا في عدم استتباب الأمن في منطقة القرن الأفريقي منطلقاً لممارسة اعمالهم الإرهابية فإنه من الضروري تجديد تأكيد موقف بلادنا الثابت من ضرورة دعم المجتمع الدولي لجهود إحلال الأمن والاستقرار في منطقة القرن الافريقي ومساعدة الحكومة الانتقالية في الصومال في بسط نفوذها وإعادة إعمار مادمرته الحرب الأهلية في هذا البلد الشقيق. ومن المهم التأكيد على أن خفر السواحل اليمنية قد اضطلعت منذ إنشائها بمهام جسيمة في تأمين السلامة البحرية في المياه الإقليمية ومكافحة القرصنة والتهريب إلا أن الحاجة ماسة لرفدها بالقدرات والتجهيزات الحديثة وبما يمكنها من تعزيز قدراتها القتالية من خلال دعم دولي واسع.